الخميس، 22 أكتوبر 2015

الحسين باني الحياة

هناك ناس ولدوا كي يبثوا الحياة وهناك ناس عاشوا كي يقتلوا الحياة ! هذه هي الحكاية ؟ صراع بين ثقافة الحياة وثقافة الموت !!
1-
{اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون} الانبياء 30 
كانت قريش تتقاسم مهام الادارة في مكة باعتبار انها  المدينة الابراهيمية  اللتي يقدسها العرب ويحجوا اليها كل سنة مع انهم وثنيين 
فكانت مفاتيح الكعبة لطائفة ورايات الحرب عند اخرى وعمارة المسجد عند غيرهم من بطون قريش الا ان الرفادة والسقاية اي الضيافة من مهام بني هاشم ! لا اعتقد ان اضطلاع بني هاشم بمهام الضيافة  كان مجرد صدفة , اعتقد الى درجة اليقين انها من العنايات الالهية  ,لان الحجيج من باقي العرب حين يصلون الى مكة لاتيقى باذهانهم مفاتيح الكعبة او  اصحاب رايات حرب قريش او العمارة والترميم للبيت العتيق اكثر من ذكرياتهم عن الناس الذين اطعموهم وسقوهم وسهروا على رعايتهم وهم بني هاشم
لسنين طويله يتوارثها الابناء عن الاباء , فبالتاكيد تبقى المودة والمحبة باذهان ووجدان العرب لهذه العائلة .
حتى وصل الامر الى عبد المطلب , كان كثير التفكر بكيفية تسهيل جلب الماء لانهم كانوا يجلبونه من الابار البعيدة وهذه مهمة شاقة
لكنهم كانوا دئوبين عليها لاجيال , الى ان جاء الامر الالهي لعبد المطلب  بان يحفر زمزم
وزمزم عين ماء النبي اسماعيل عليه السلام  اللتي احيت مكة ثم عمتها السيول فقام عبد المطلب بحفرها واعطت الماء لمكة وحجاجها مرة اخرى ( كانت هذه ثقافة الحياة ) في نفس اليوم قامت( ثقافة الموت) بالاعتراض على عبد المطلب في قصة معروفة عن امية الجد الاعلى لبني امية
لم يزل الصراع قائما بين الثقافتين  فنراه مرة اخرى حين قام جيش معاوية الاموي بالسيطرة على ساحل الفرات قبل منازلة
( صفين ) ومنع جيش الامام علي من شرب الماء ( انها ثقافة الموت )
وحين حمل الامام علي عليه السلام وازاحوا جيش معاوية  وسيطروا على ساحل الفرات اباحوا لهم شرب الماء ( انها ثقافة الحياة )
حينما التقى الامام الحسين عليه السلام مع بعض من جيش الكوفة في الصحراء وقد  نفد ما معهم من ماء قام الحسين عليه السلام  بسقايتهم جميعا حتى خيولهم بما معه من ماء الذي يكفيه لو بقي معه لشهر لكنها ( ثقافة الحياة ) انها ثقافة الحياة 
وحين احتجزوه وحالوا بينه وبين الفرات نادى مناديهم : يا حسين الا ترى الفرات كانه بطون حيات ( افاعي ) ؟ لاتشرب منه حتى تذوق الموت غصة بعد غصة ( انها ثقافة الموت ) 

وحين وصل الامام الجسين عليه السلام الى الفرات في اليوم العاشر ومع انه لم يذق الماء لثلاثة ايام قال يخاطب الجواد : انت عطشان وانا عطشان لا اشرب حتى تشرب ( انها ثقافة الحياة ) 

حينما طلب الحسين قليلا من الماء لاجل الطفل الرضيع ؟ قتلوه !! نعم قتلوا الطفل الرضيغ !! انها ثقافة الموت .
2-
منذ الانسان الاول ؟الصراع الحقيقي هو  صراع ثقافات فهناك مدرسة  ثقافة ( الحياة ) وهناك مدرسة ثقافة (الموت)!

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} - المائدة 27
قد تبدو الاعمال والافعال والدعاوى واحدة او متشابهة بالظاهر مع ان النوايا والغايات  مختلفة لكن عامل القبول هو التقوى . 
حينما يشير الله سبحانه الى الخلاف بين ابني ادم نعلم ان هذه سيرة الله في خلقه منذ الانسان الاول مع ان لله من شواهد كثيرة يشيب لها الولدان من ابادة شعوب باكملها وليس قتل شخص واحد  على مر العصور وحياة الانسان في الارض لكننا حينما نجد ان الله سبحانه ينتقل بالمثل من الانسان الاول الى بني اسرائيل
مختزل الزمن دون الاشارة الى اي ذكر للاقوام اللتي عاشت طويلا بين الانسان الاول وبين بني اسرائيل 
   نعلم ان الله سبحانه لايريد منا نحن الجيل الاخير  الا ( الحياة )   لانه حقيقة الانسان المعاصر لايعيش على هامش ما حدث للاقوام السابقة وما جرى لها وما جرى عليها , لكن بكل تاكيد ان الانسان المعاصر يعيش على هامش الصراع بين اليهودية والاسلام  شاء ام ابى حتى الدول والانظمة اللتي ليست لها علاقة  بهذا الصراع حينما تجبرها مصالحها في المنطقة فهي مجبرة على التعامل على هذا المستوى اي المفترقات والمتلاقيات  بين اليهودية والاسلام .
ليس مهما ان نعلم حقيقة الصراع بين الثقافتين الا ان المهم ان نعلم نتيجة هذا الصراع وماذا يريد الله منا .
حينما يذكر الله بني اسرائيل لايريد ببني اسرائيل فقط ؟ انما ضربهم مثلا والا الحقيقة هو حكم لهم ولنا ولكل من يؤمن بالله 


{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }- المائدة 32
الخلاف بين الاديان من احكام ومميزات وخواص امر طبيعي لكن هناك امور تكاد تكون  خط واحد مشترك بين الاديان والمجتمعات والشعوب , واحدة من تلك الامور هو ( القتل )  !

على طول المدى وعمق الزمان والمكان لا يختلف هذا الصراع مهما اختلفت عناصر مقومات  الانسان 
وامكاناته النفسية والمزاجية كالفرق بين انسان عصر البداوة وانسان عصر الحضارة فالامر واحد والنتيجة واحدة 
ولفضاعة القتل يقول الله سبحانه ان من قتل شخصا واحدا  كانما قتل الناس جميعا 
وبالمقابل حبب الله سبحانه للناس العاملون على الحياة وبث الحياة والحفاظ على الحياة فقال : 
ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا !!
===============================================================
يقول ابن عباس في تفسير :  من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ؟
هو قتل نبي او امام مفترض الطاعة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بَهَتَ ؟؟  فعل وصفة حال !؟  ؟ بهته ؟ فاجأه بخبر جعله مدهوشا محتارا !! والبهت حالة تجعل الشخص بحالة صحية تشبه انخفاض ضغط الدم المف...