بسم الله الرحمن الرحيم
تنقسم سيرة الائمة الاطهار من ال النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
الى ثلاثة اقسام
وهي :
قسم - الاصول
قسم - الفروع
قسم - تقافة الغيبة
قسم الاصول ينصب على توضيح وترسيخ معاني اصول الدين وهي الوحدانية والنبوة
وهنا نجد بوضوح سيرة الامام علي عليه السلام وسيرة الامام الحسن عليه السلام وسيرة الامام الحسين عليه السلام .
فالامام علي عليه السلام كان بطل ترسيخ الدين الجديد في حياة النبي صلى الله عليه منذ اليوم الاول للدعوة الى ان اتى امر الله برفع شخصية النبي صلى الله عليه واله وسلم من بين الناس .
ونحن لانفتري على التاريخ اذا قلنا ان الاشخاص الذين حاربهم الاسلام في بداية الدعوة الاسلامية وطيلة الكفاح حتى اذعنوا صاغرين الى قول لااله الا الله هم انفسهم الذين حاربهم الامام علي عليه السلام اشخاصا وفكرا بعد حين من الزمن
فابو سفيان ومعاوية وعمرو ابن العاص وخالد ابن الوليد وعكرمة بن ابي جهل
وسهيل بن عمرو وابيه عمرو بن عبد ود ومراوان ومن هم بشكلهم مع اختلاف بسيط بالاطروحه وهو انهم كانوا يقولون اعلو هبل وبعد ذلك لااله الا الله بافواههم ولم تؤمن قلوبهم والدليل انهم لم يتجردوا عن الدواخل النفسية اللتي كانت تعتريهم ايام هبل .
فالاستغلال والخداع والقتل غيلة ونشر الاضطرابات وغيرها كانت السمة لهم قبل
وبعد اسلامهم .
فقتال الامام علي عليه السلام للشاميين او بالاحرى الامويين كانت تسلسلا رتيبا لقتال المشركين لما مضى من الزمن .
لان قتال المشركين كان لاجل ان يقولوا لااله الله وقتال الامويين لانهم قاربوا ان يرجعونها جاهلية فهي بهذا تعتبر من وسائل ترسيخ الوحدانية بين الناس ولو لم يعلن الامام علي عليه السلام القتال على معاوية لكان من الممكن ان ياتي يوم لمعاوية وينكر حتى نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم .
وكذلك سيرة الامام الحسن عليه السلام كانت نفس سيرة الامام علي عليه السلام فانه اعلن الحرب على معاوية وكذلك الامام الحسين عليه السلام فانه اعلن الحرب على يزيد . ونحن حين نتصفح الصدام بين الفريقين لانجده يخص الصلاة والصيام
او الحج والزكاة بل نجد يصب في معنى الامامة ولمن تكون وتصلح وطبعا الامامة ركيزة ثالثة للتوحيد وامتداد للنبوة .
الركائز الثلاث هي - التوحيد - النبوة - الامامة .
قد نجد فتور في هذا الكفاح هذا لايعني غيابهم كليا عن الحياة السياسية والدليل ان كثيرا ما يلجأ الحكام اليهم مثل قضية محاربة الفرس وغيرها .
ففي هذا القسم نجد ثلاث من الائمة هم من وطد الاصول للمسلمين .
وفي القسم الثاني نجد ثلاث من الائمة قد اهتموا اهتماما كبيرا بالفروع دون الولوج بالحياة السياسية .
اعتقد السبب في ذلك هو استحالة العودة للوثنية لانه كل من كان جاهليا قد هلك وكل من ورث العقل الوثني قد هلك ايضا .
وان الناس قد اختارت ائمتها وان من اختار درب ال البيت علم كيف ياخذ علمه
واعتقد ان السبب الاقوى في ذلك ان المعركة والصراع انقلب الى صراع فكري وهو معلوم لانه منذ عهد الحاكم الاموي عمر بن عبد العزيز قد نشرت الصحف وبدأ عصر التدوين حينما امر بكتابة السنة النبوية .
وفي عهد الدولة العباسية كان الامر اشهر من نار على علم . حيث تاصلت المدارس الكلامية وبدأ عصر المذاهب .
وهو عصر مشحون بالنظر بالشريعة والفقه والمقارنة بين الفرق الكلامية .
نجد الائمة الذين وقع عليهم النهوض بالفقة والشريعة وتبيان الدين هم الامام علي
زين العابدين عليه السلام والامام محمد الباقر عليه السلام والامام جعفر الصادق عليه السلام .
وقد كان قمة الصراع المذهبي كان في زمن الامام الصادق عليه السلام حتى سمي المذهب باكملة باسم الصادق عليه السلام اي المذهب الجعفري .
وفي هذا الزمن نجد الناس كانوا يستطيعون ان يقدموا على اي امام ويسألوه مباشرة
الا اخر زمن الامام جعفر الصادق فقد ضيق عليه المنصور الدوانيقي لعنه الله
ثم سريعا يدخل زمن الغيبة .
القسم الخير هو زمن الغيبة ويبدأ من الامام موسى الكاظم عليه السلام
فان الامام الكاظم عليه السلام كان مراقب مراقبة شديدة من الدوانيقي ثم المهدي والهادي ولم يدم الامر طويلا حتى غيبة هارون مدة طويلة بالسجن ولم يفرج عنه الا وهو شهيد قد قتله بالسم وفي تلك الفترة كان الناس لايستطيعوا اللقاء من امامهم
فهو يعد تمهيد للغيبة وتدريب على ممارسه الحياة العلمية بغياب الامام .
وبعده جاء الامام علي الرضا عليه السلام فجعله المأمون العباسي لعنه الله تحت الاقامة الجبرية وهو بهذا يعد غائبا الا تحت المراقبة .
وبعده جاء الامام محمد الجواد عليه السلام وقد اغتلوه وهو شاب
وبعده جاء الامامين العسكريين وهما بالقامة الجبرية تحت انظار الحاكم
وطيلة هذه الفترة الممتدة على زمن خمس ائمة كانت الناس لاتاخذ العلم منهم الا
مع التقية المشددة الى درجة ان بعض الاحاديث المروية منهم تاتي بصيغة الاشارة
او بالاستعارة .
وبعدهم جاء دور الامام الحجة عجل الله فرجة الشريف وهو دور تحقق الغيبة
وهذه حكمة عظيمة فلو لم يمر دور الائمة بالغيبة الجزئية وبالتدريج لوجدنا انفسنا
فجأة بهوه سحيقة او فراغ لايسد .
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم واجعلنا من انصارهم والمنتفعين بعلمهم والناجين بشفاعتهم يا رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق