السبت، 28 فبراير 2015

الهة الحرب



حينما نتصفح القران الكريم  لانجد لذكر الحرب الا اربعة مواقع . وفي كل المواقع الاربعة لانجد لكلمة الحرب لا نتيجة هي بالضد من معنى  الحرب  والمقصود منها .
مثلا في سورة البقرة نجد ذكر الحرب ما هو الا تربية وتهديد ووعيد لمن يعتدي على حقوق الناس بالمعاملة الربوية فاراد الله زجرهم كي ينتهوا عن اكل الربا والمعاملة بالربا  لما للربا من اثار سلبية كبير على المحتمع عامة ..

 { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }  البقرة 279

وفي سورة المائدة تكون ذكر كلمة الحرب بمعنى الضد الحقيقي للحرب  صراحة حيث يقول الله سبحانه  : انا اطفئ تلك النار اللتي هي نار الحرب ...

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } المائدة 64

وفي سورة الانفال  نجد ان ذكر الحرب حيث  ينهى الله سبحانه رسوله ان يتمادى بالحرب  بل يأمره ان تكون هناك طريقة للتخويف من نتيجة الحرب والقتال وهي التشريد لربما يستفادوا من فرصة النجاة هذه ويتوبوا  ويصبحوا من المؤمنين
وهذه طريقة لاتوجد الا عند الاسلام ...

{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }  الانفال 57

اما رابع المواقع في ذكر الحرب  فهي تامر المسلمين بان حدودهم بالقتل اللقاء فقط اما الجريح او الاسير  فيجب الحفاظ على حياته
وهي لاتخلوا من فائدة  اما يكون هناك فدية  او اطلاق بدون شرط وهذا الاطلاق يعني  ان  المقابل يفهم  الاسلام دين رحمة

{ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } محمد4


لقد دأبت البشرية منذ وجود الانسان الاول على الارض على القتل  وان جريمة القتل تعد اول جريمة يقترفها الانسان  بقصة ابني ادم المشهورة  , ولا زالت تتعدد الوسائل والطرق لارتكاب تلك الجريمة  الى درجة ان بعض الشعوب وضع للحرب الهة
اسموها ( الهة الحرب )


الجزء الاول العداء للالهة 
=================
لقد كان من نتيجة العداء المستحكم بين الشعوب والاديان ان يكون الهة نفسها هدف للاخرين  وهذا امر طبيعي  ولو  اننا نجد الكثير من الاعداء نالوا شرف الانسانية بالحفاظ على حياة اعدائهم فكثيرا ما نجد ان العدو الاسير يصبح من المواطنين الكرام في تلك الدولة بعد حين لما له من اثر انساني  وكذلك بعد سقوط امبراطوريات وتغلب اخرى عليها تبقى اوثانهم ومايعبدون  باقية  مثلا بعد تغلب الرومان على اليونان  بقيت اثار اليونانيين وما كانوا يعبدون باقية حتى بعد تنصر الرومان والى يومنا هذا .
ذلك لان الانسان بطبعه يحب الاطلاع وحالة اخرى  وهي ان الانسان المؤمن بعقيدة ما  لايخاف من عقائد الاخرين 
ونحن ان ذهبنا بعيدا  لم نجد دليل اكثرقربا  من  ايمان ابراهيم عليه السلام وموقفه من الاوثان .


(( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ  ))   الانبياء {58}

ولو كان هذا الصنم له تاثير على ايمان ابراهيم بالوحدانية المتاصلة والمتحذرة في ابراهيم  لهشمه خوفا وحذرا .
ولو كان عبادة الاوثان نفسها تؤثر على ايمان المؤمين لما وجدنا يوسف الصديق عليه السلام كان وزيرا عند ال فرعون 
ولما وجدنا موسى عليه السلام كان قائدا وابنا لفرعون نفسه ...
ولرب سائل يسال : الم يفعلها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ؟.
اقول ان تحطيم الاصنام وازالتها من داخل الكعبة كان بامر التطهير الذي بنية الكعبة لاجله  حيث كان هذا الامر قديم  من اول يوم بنية الكعبة 

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125

ولم يحدثنا التاريح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم تتبع الهة الناس من خارج مكة بالتحطيم والتهشيم ,
واذا لم توجد اثار اليوم لالهة العرب  ذلك لان العرب كانوا يصنعون الاوثان من طين او من خشب او من تمر مثلا ..

نحن حينما نسمع الله سبحانه يقول :

 {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98
نعلم ان كل معبود غير الله سبحانه سيكون في نار جهنم , كيف واذا علمنا ان هناك من المعبودين  هم من الانبياء او الملائكة  او ربما من البشر الطيبين لكن عبدوه بعد ان مات وليس له ذنب ؟!ّ.

ولهذا يقول الله سبحانه :

 {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }الأنبياء101

وهؤلاء المبعدون  ليس فقط الانبياء والصالحين  مثل المسيح  عليه السلام والامام علي عليه السلام حيث عبده بعضهم 
ولا بعض الملائكة  مثلا  بل حتى الشمس والفمر والنار والمطر والماء والجبال ......الخ حيث عبدت  اطوارا كثيرة من بعض الناس 

خلاصة القول  ان الذين يحطمون اثار الماضين اليوم لماذا لايحطمون الجبال والانهار والنار .... لانها عتدت يوما من قبل بعض الناس ؟!!!
مع العلم ان الله لم يامرنا بتطحيم  اثار الماضين حيث يقول :



 {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ }ق36 
فلوا كان التحطيم هدف الهي  لانتفت الاشارة لاثار الماضين  وهنا هذه الاية تقول خذوا العبرة من الماضين ...



الثلاثاء، 10 فبراير 2015

اضاءة حول سورة الواقعة 2

عندما تقرأ  سورة الواقعة لاتستطيع ان تجتزئ منها اية لتكون شاهد وعبرة لحالة واحدة فقط , لان سورة الواقعة تعتبر مختصر قصة البداية والنهاية وما بينهما بالنسبة للانسان 

فكلمة وقعة الواقعة ليس لوقعتها كاذبة تعني ان  الامر حتمي بالنهاية مع العلم ان الواقعة لم تحدث بعد والحديث عنها في القص الحكيم يجعلك تعيش كانك تعيش ما بعد الواقعة .
فما هي الواقعة ؟ ومثل السرد الحكيم , يعطيك صور مختصرة وبدون اسهاب  
الجواب : خافضة ( الارض وما عليها ) رافعة  ( الارض و ما عليها ) هذه الحركة الزلزالية تنتج عنها تغيير بالكتلة البنيوية للارض الى درجة انك ترا الجبال تذوب وتتلاشا كما كرة الملح او الثلج حينما ترتطم بالارض الصلبة ...........
هذه الصورة المختصرة للنهاية المحتومة طبعا سوف يؤمن بها من يؤمن بالله اما الذين لايؤمنون بالله فانهم سيكذبون تلك النهاية 
فهنا يذكرهم الله سبحانه ببدايات الخلق وطريقة الحياة واسلوبها اللتي لو لا الله لما تيسرت المعيشة بالارض . ما قدمناه لايلي فكر المكذبين كي ينتبهوا  
ولهذا نجد الله سبحانه  يصف بعض اعماله وصنائعه اللتي لاينكرها احد
وبنفس الوقت لايستطيع ان يدعيها احد لغير الله ..وردت اربعة اشارات بصيغة (افرأيتم )
فلماذا ؟وماذا تعني ؟ وما تأثيرها على فكر المكذبين ؟
الاولى اشارة الى النشأة الاولى من المني ثم الخلق والموت .
للوهلة الاولى هذه الاشارة ليست غريبة ولاتعني شيئ لكن امعان النظر لهذه الاشارة يعطيك انك كنت على شفا خطر محدق . 
ماذا لو لم تكن منيا يجعلك بشرا !؟ بمعنى لو كنت مني  يجعلك اي خلق اخر !
ثم لوكنت تعد الموت نهاية سيئة ؟ اذا ماذا لو كانت نهايتك بان يقوم الله بتحويلك الى خلق اخر ؟. هذا يعني ان الموت بحد ذاته نهاية سعيدة .
 والاشارة الثانية هي عملية الزراعة  معلوم ان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع ان يزرع اي شيئ يبتغيه ويريده , فلوحرم الانسان القدرة على هذه العملية لعاش كاي دابة اخرى  ومع هذا ومع هذه القدرة ايضا لاينبت الزرع ويعطي الثمار المرجوه الا بقدرة الله سبحانه وبلا هذه القدرة تكون النتيجة واحدة 










ثم الاشارة الثالثة 
وهي نعمة الماء وهنا تغيب الاشارة للانسان  لكن الماء هنا مقرون بالمزن وهو الغيم فقط فما قيمة الغيوم ؟!.
الماء بحد ذاته موجود بالارض عبارة عن محلول ملحي ولولا الغيوم لما استطاع الانسان وغيره حتى الكائنات البحرية العيش والبقاء على قيد الحياة !!!!
المعلوم ان الماء في الارض يغطي ثلاثة ارباع الارض موجود بالبحار والمحيطات وهي كلها مالحة , ومنذ الازل ان نسبة الملوحة هي 35 جرام باللتر لاتزيد ولا تنقص الا شيئ يسير. ومياة الانهار اللتي هي العامل الحيوي لحياة الناس والكائنات الاخرى عذبة والملاحظ انه دائما وابدا ان مياة الانهار تصب بالمحيطات والبحار ولا توجد زيادة بمياه البحار والمحيطات ولا نقصان بمياه الانهار الا اذا كان بفعل فاعل وليس امر طبيعي .
فمن هو المسؤول عن تلك السيطرة ؟ الجواب : هو الغيوم تنقل الماء الى شمال الارض
حيث اليابسة والانهار ترجعه الى البحار والمحيطات ..          

الاشارة الرابعة هي نعمة النار 
معلوم ان الكائن الوحيد الذي يستطيع تطويع النار والاستفادة منها حسب حاجته هو الانسان . مع العلم ان النار نفسها ليس لها تحقيق بالخارج بل هي موجودة بكل شيئ 
فقط ما على الانسان الا ان يتعامل مع اي شيئ لايصاله الى درجة الاتقاد ثم يرى النار 
وهذه العملية اللتي تسمى الشجار . فمن صاحب الفضل بوضع تلك الخاصية بالاشياء ؟!
انه الله سبحانه وتعالى ....



السبت، 7 فبراير 2015

اضاءة حول سورة الواقعة

في سورة الواقعة نجد ان الله سبحانه قسم الفائزون برحمته الى قسمين 




القسم الاول هم السابقون ونلاحظ بوضوح ان معنى السبق هنا ليس الاقدم بالخلق بل السبق بالعبادة او بمعنى اصح بالتطبيق الامثل للعبودية له سبحانه بما يرضاة ويرتضيه ويريده سبحانه .
والفسم الثاني من الفائزين هم اصحاب اليمين هكذا اسماهم الله سبحانه 
معلوم ان المفردة الواردة في القران غاية بالاختيار والانتفاء لان الله يريد منها اختزال 
كبير من الشرح وهو اسلوب العرب ( خير الكلام ما قل ودل ) 
فاختيار الله سبحانه لمفردة ( ثلة ) بدل جماعة او طائفة او فصيلة  ومن المعلوم ان ثلة تعني  في بعض معانيها ( قطعة مجتمعة من الصوف ) يريد ان يقول ان تلك الجماعة على قلتهم لم يكونوا بمكان واحد كما لو قال طائفة او فصيلة  او جماعة  بل تعني 
الفترة الزمنية فقط  وبعد ان اخبرنا الباري عز وجل  عن القلائل الناجون من تلك العصور كلها اولها واخرها , يخبرنا مالهم من جزاء .
الصورة اللتي اردنا الله سبحانه ان نراها كجزاء لهذين القسمين صورة واضحة المعالم 
فالسابقون جالسون على ارائك من ذهب وفضة بصورة جماعية وعندهم خدم يشبهون الصبيان وليسوا ذكورا  وبالمقابل انهم على صورة واحدة لايهرمون ولايتغيرون  وكذلك خادمات على شكل البنات تسمى الحور العين ولسن اناث 
يخدمونهم بما يريدون من الماء المعين وجلب الفاكهة ولحوم الطير .....الخ 
(ربما يحتج من يحتج على قرائتي هذه ورؤيتي هكذااقول لااختلف معك في مكان غير مكان الخدمة هذه لو صح ان هناك حور عين للنكاح )
والصورة الثانية وهي مقام اصحاب اليمين فاننا لانجد الارائك ولا الصبيان المخلدون ولا الحور العين 
نجد انهم يذهبون الى مايريدون كمن يمشي بغاية انيسة حيث اشجار الفاكهة اللتي توجد في اشجار شوكية مثل السدر حيث لايوجد شوك ويذهبون الى اشجار الفاكهة الاخرى  حيث لايتعبون بالحصول عليها بل يجدوها 
منضودة نضدا مشابها للموز  ويذهبون الى بيوت زوجاتهم اللواتي هن زوجاتهم في هذه الحياة لكن الله سبحانه غير في تكونهن فجعلهن بلا عيب بدني وكذلك هذا الاصلاح مستديم  وايضا متساويات بالعمر 
---------------------------------------------
انتهت الاضاءة الاولى ان شاء الله اعود الى اضاءة اخرى لنفس السورة 
نسالكم الدعاء 

بَهَتَ ؟؟  فعل وصفة حال !؟  ؟ بهته ؟ فاجأه بخبر جعله مدهوشا محتارا !! والبهت حالة تجعل الشخص بحالة صحية تشبه انخفاض ضغط الدم المف...