حينما نتصفح القران الكريم لانجد لذكر الحرب الا اربعة مواقع . وفي كل المواقع الاربعة لانجد لكلمة الحرب لا نتيجة هي بالضد من معنى الحرب والمقصود منها .
مثلا في سورة البقرة نجد ذكر الحرب ما هو الا تربية وتهديد ووعيد لمن يعتدي على حقوق الناس بالمعاملة الربوية فاراد الله زجرهم كي ينتهوا عن اكل الربا والمعاملة بالربا لما للربا من اثار سلبية كبير على المحتمع عامة ..
{ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } البقرة 279
وفي سورة المائدة تكون ذكر كلمة الحرب بمعنى الضد الحقيقي للحرب صراحة حيث يقول الله سبحانه : انا اطفئ تلك النار اللتي هي نار الحرب ...
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } المائدة 64
وفي سورة الانفال نجد ان ذكر الحرب حيث ينهى الله سبحانه رسوله ان يتمادى بالحرب بل يأمره ان تكون هناك طريقة للتخويف من نتيجة الحرب والقتال وهي التشريد لربما يستفادوا من فرصة النجاة هذه ويتوبوا ويصبحوا من المؤمنين
وهذه طريقة لاتوجد الا عند الاسلام ...
{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } الانفال 57
اما رابع المواقع في ذكر الحرب فهي تامر المسلمين بان حدودهم بالقتل اللقاء فقط اما الجريح او الاسير فيجب الحفاظ على حياته
وهي لاتخلوا من فائدة اما يكون هناك فدية او اطلاق بدون شرط وهذا الاطلاق يعني ان المقابل يفهم الاسلام دين رحمة
{ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } محمد4
لقد دأبت البشرية منذ وجود الانسان الاول على الارض على القتل وان جريمة القتل تعد اول جريمة يقترفها الانسان بقصة ابني ادم المشهورة , ولا زالت تتعدد الوسائل والطرق لارتكاب تلك الجريمة الى درجة ان بعض الشعوب وضع للحرب الهة
اسموها ( الهة الحرب )
الجزء الاول العداء للالهة
=================
لقد كان من نتيجة العداء المستحكم بين الشعوب والاديان ان يكون الهة نفسها هدف للاخرين وهذا امر طبيعي ولو اننا نجد الكثير من الاعداء نالوا شرف الانسانية بالحفاظ على حياة اعدائهم فكثيرا ما نجد ان العدو الاسير يصبح من المواطنين الكرام في تلك الدولة بعد حين لما له من اثر انساني وكذلك بعد سقوط امبراطوريات وتغلب اخرى عليها تبقى اوثانهم ومايعبدون باقية مثلا بعد تغلب الرومان على اليونان بقيت اثار اليونانيين وما كانوا يعبدون باقية حتى بعد تنصر الرومان والى يومنا هذا .
ذلك لان الانسان بطبعه يحب الاطلاع وحالة اخرى وهي ان الانسان المؤمن بعقيدة ما لايخاف من عقائد الاخرين
ونحن ان ذهبنا بعيدا لم نجد دليل اكثرقربا من ايمان ابراهيم عليه السلام وموقفه من الاوثان .
(( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ )) الانبياء {58}
ولو كان هذا الصنم له تاثير على ايمان ابراهيم بالوحدانية المتاصلة والمتحذرة في ابراهيم لهشمه خوفا وحذرا .
ولو كان عبادة الاوثان نفسها تؤثر على ايمان المؤمين لما وجدنا يوسف الصديق عليه السلام كان وزيرا عند ال فرعون
ولما وجدنا موسى عليه السلام كان قائدا وابنا لفرعون نفسه ...
ولرب سائل يسال : الم يفعلها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ؟.
اقول ان تحطيم الاصنام وازالتها من داخل الكعبة كان بامر التطهير الذي بنية الكعبة لاجله حيث كان هذا الامر قديم من اول يوم بنية الكعبة
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125
ولم يحدثنا التاريح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم تتبع الهة الناس من خارج مكة بالتحطيم والتهشيم ,
واذا لم توجد اثار اليوم لالهة العرب ذلك لان العرب كانوا يصنعون الاوثان من طين او من خشب او من تمر مثلا ..
نحن حينما نسمع الله سبحانه يقول :
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98
نعلم ان كل معبود غير الله سبحانه سيكون في نار جهنم , كيف واذا علمنا ان هناك من المعبودين هم من الانبياء او الملائكة او ربما من البشر الطيبين لكن عبدوه بعد ان مات وليس له ذنب ؟!ّ.
ولهذا يقول الله سبحانه :
{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }الأنبياء101
وهؤلاء المبعدون ليس فقط الانبياء والصالحين مثل المسيح عليه السلام والامام علي عليه السلام حيث عبده بعضهم
ولا بعض الملائكة مثلا بل حتى الشمس والفمر والنار والمطر والماء والجبال ......الخ حيث عبدت اطوارا كثيرة من بعض الناس
خلاصة القول ان الذين يحطمون اثار الماضين اليوم لماذا لايحطمون الجبال والانهار والنار .... لانها عتدت يوما من قبل بعض الناس ؟!!!
مع العلم ان الله لم يامرنا بتطحيم اثار الماضين حيث يقول :
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ }ق36
فلوا كان التحطيم هدف الهي لانتفت الاشارة لاثار الماضين وهنا هذه الاية تقول خذوا العبرة من الماضين ...