معلوم ان الانسان يمر خلال رحلته منذ نشأته الى مرحلة الخلود بسبعة ادوار
فمن مرحلة او عالم الذر الى عالم الاصلاب الى عالم الاجنة الى عالم الحياة الدنيا
الى عالم البرزخ ثم القيامة واخيرا الخلود .
ليس المهم ان نعلم عدد مراحل او عوامل مسيرة الانسان المهم ان نستفيد من علمنا هذا
للوصول الى السعادة الكبرى وهي النجاة من النار في عالم الاخرة ودخول الجنة
هذا هو المهم .
قد نعلم الشيئ الكثير عن حياتنا في هذه الحياة الدنيا من طريقة الماكل والملبس وطريقة العيش الملائم من جهة الاقتصاد والصحة وغيرها مما يجعلنا ان نخضع النواميس الطبيعية لارادتنا حتى تكون الحياة يسيرة وليست عسيرة لكن ماذا ينفعنا
علمنا عن عالم الذر او عالم الاصلاب او الاجنة ؟,وغيره
قبل ان نستفيد من ذلك العلم دعونا نعيد صياغة ذكر العوالم بطريقة ثانية
وهي عالم الذر .
ثم عالم الاصلاب وعالم الاجنة وعالم الحياة الدنيا و عالم البرزخ.
ثم يوم القيامة .
ثم الاخرة او الخلود في الجنة او النار .
وبهذا يكون الانسان قد مر باربعة ادوار فقط
ذلك لان عالم الاصلاب وعالم الاجنة وعالم الحياة الدنيا والبرزخ متداخلة
تاتي بزمن واحد
ففي نفس الوقت الذي فيه انسان ما حي يرزق هو نفسه يحمل في صلبة اشخاص اخرين سيكونون يوما ما احفاده وهو بنفس الوقت ابن لاحد هو في عالم البرزخ .
لكن ما يميز هذه العوالم المتداخلة هي طريقة العيش فقط .
فالانسان في عالم الاصلاب مجرد شفرة وراثية تتاثر بالاب الذي يحملة والجد الذي ورثة وهكذا تصاعديا ,
والانسان في عالم الاجنة هو كائن حي يتاثر بالاب والام وحوادث الحياة الدنيا لكن طريقة او الظروف الحياتية مثل طريقة التدفئة والتبريد وتناول الاطعمة تختلف تماما عن
الحياة الدنيا .
اما التاثر والتاثير فوارد جدا فمثلا جنين يموت في بطن امة من الممكن ان يسبب لها مشاكل صحية ربما تؤدي الى الموت احيانا , وبالمقابل الام لو مرضت او تناولت بعض الادوية او المواد الغير صحية او الضارة او حتى الافراط او التفريط بالاغذية الضرورية ايضا يؤثر على الجنين .
وكذلك الانسان من الممكن ان يؤثر على احفادة الذين هم لازالوا في صلبة فمثلا لو كان هناك انسان صحيح البدن فوي البنية وهذه صفاة توارثها من اسلافه وتعرض الى مرض ما اصيب على اثره بالهزال وضعف البدن او ببعض الامراض مثل العمى او داء السكر او الصلع مثلا فانه سيورث هذا الى ابناءه وبالتالي الى احفادة .
نحن لانتكلم عن افتراضات بل وقائع ملموسه ومحسوبة علميا .
والحقيقة ليست فقط الاشياء المادية فقط اللتي تؤثر بالكينونة للانسان بل حتى الاشياء المعنوية < وهذا هو موضوعنا >
فنحن حين نمر الى قوله تعالى :
((ولا يلدوا الا كل فاجرا كفارا ))
نعلم ان هناك شفرات وراثية لاتسمح لحاملها ان يكون من المهتدين لانها قد اثرت على عقله وتفكيره وليس على بنيته او بدنه فقط .
انا الى هنا اتكلم كلام منطقي وافتراض موضوعي ممكن ان يعقله كثير من الناس
ذلك لانني اتحدث عن مرحله لازلت اعيشها وهي الحياة الدنيا او مرحلة اتتني معلومات عنها مثل عالم الاصلاب وعالم الاجنة ,
لكن حينما اتحدث عن عالم البرزخ فهنا لااستطيع ان اصفها وصف قريب للمنطق او الموضوع لكنني اعلم ان الرواية اللتي تقول : القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار اعلم اني سأجد هذا الواقع المختصر في هاذين الوصفين من خلال عملي في الحياة الدنيا , لكن كيف ؟ لا اعلم .
وليس هذا فحسب للتاثير في العالم الاخر بل بعض الطقوس اللتي نعملها برجاء ايصال ثوابها الى الاموات مثل اقامة بعض الولائم بنية قراءة سورة الفاتحة واهداء ثوابها الى الميت الذي هو في عالم البرزخ وبعض الصلوات والصيام والحج بالنيابة وكفالة اليتيم او الاعمال الخيرية بنية ايصال ثوابها الى الميت,, هذا يراد له ايمان قوي .
هل فعلا يصل عمل الخير الى الميت ؟ ام لا؟.
ولتبسيط الموضوع لو فرضنا ان هناك تواصل بيننا نحن الذين نعيش بخضم الحياة ومعاناتها وظروفها القاسية لو افترضنا جدلا ان هناك تواصل مع الجنين واردنا ان نعلمه انك مقبل على مرحلة من العيش بطريقة ونشرح له الدنيا والانهار والجبال والبيوت والشوارع والشمس والقمر والحر والبرد ...............الخ
هل يستطيع ان يستوعب ذلك وهو يعيش بدون هم ولا ضنك فكل شيئ ياتية بسلاسة رتيبة وموزونه ؟.
لكن المسالة ليست عصية على الفهم والادراك اذا عرفنا ان المرحلة السابقة تؤثرسلبا وايجابا على المرحلة اللاحقة .
فلو عمل الانسان لتطوير نفسه في المرحلة اللاحقة لفاز
فكما اننا نتمنى ان يكون ابائنا واجدادنا قد عملوا اعمال مادية مثل العقارات وما شابه لنكون نحن الوارثين وكذلك نتمنى ان يكون اسلافنا من اعيان الناس كي نفتخر بهم ونتفاخر وكذلك نتمنى ان يكون اسلافنا ممن نؤوا عن اقتراب واقتراف ما يؤثر على الصورة البنوية لنا مثلا لوما احد اجدادانا تزوج امراة دميمة فتؤثر فينا الخئولة
وكذلك ما لو اقترف احدهم ذنب او اقسم قسم باطل اثر تاثيرا بائنا على نسلة
وكذلك نتمنى ان اسلافنا قد عملوا اعمالا ايجابية تؤثر ايجابا على النسل
هكذا نحن حين ادركنا هذا يجب ان نعمل لاجل التوصل الى الكمال النسبي الذي سنجده يوما ما اما في عالم البرزخ او في عالم الحياة الدنيا من خلال الاولاد الطيبين خَلقاً وخُلقا ....
قد علمنا بهذا التبسيط اليسير التاثر والتاثير بين عوالم متداخله
لكن ماهو تاثرنا بعالم الذر ؟.
الذر:
كلمة تطلق ويراد بها اشياء بعينها حين سياقها بالحديث وخاتما تعني اصر الاشياء او بداياتها ولهذا قالوا عن اصغر البنى ؟ الذرة .
لكن حديثنا مقتصر على عالم الذر فقط
عالم الذر حقيقة قد مر الانسان بها
وهي ترتبط بجدلية الاختيار اي لماذا الله اختار احد الناس ليجعله نبيا واخر صديقا وشهيدا وغيرها من الصفاة الممدوحة وكذلك جعل هناك ناس بالنقيض من تلك الفضائل
يقال ان كلام الله سبحانه في القران :
((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ))
مرتبط بعالم الذر حيث خلق الله الناس كلهم جملة واحدة ثم اطلعهم على كل ما يدور بالكون واراد منهم الاطاعة فاقروا له بالربوبية والاستسلام بالطاعة ثم امرهم بدخول النار فمنهم من نفذ امره مباشره ومنهم من تبع واطاع ومنهم من تردد ومنهم احجم
ولم يطع الله , وعلى اثر تلك الطاعة او المعصية صارت درجات الانبياء والصديقين والاولياء وكذلك الكفار والعاصين
ثم اماتهم جميها
فانتهت مرحلة الذر
ثم بدات مرحلة الخلق
وفيها الارشاد والهداية والامر والنهي من خلال الانبياء وفيها الانسان مدرك مستطيع فاما للهداية فينجو او للغواية فيردى بغض النظر عن موقفة في عالم الذر مع العلم ان ما جرى عليه في عالم الذر يتحكم به الى هذا الحد لان النفس هي النفس بكل رغباتها وامانيها
ثم يموت الانسان فينتقل الى عالم البرزخ فيجد ما عمله في عالم الحياة الدنيا اما خيرا فخير واما شرا فشر
ثم الموت نهائيا
وفي هذا التبسيط يتبين ان عالم الاجنة والحياة الدنيا والبرزخ لا تعدوا الا مرحلة واحدة .يسبفه عالم الذر
ثم يقوم الناس جميعا لله فيسمى ذلك يوم القيامة
وفيها يحيي الله الناس حياة ثانية لكن هذه الثانية ليس فيها كسب او اكتساب فقط فيها كشف وحساب
ولهذا يقول العاصين
كما قال الله سبحانه :
(( وقالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل ))
قد قدموا مرحلة الموت على مرحلة الحياة وهذا شيئ غريب لكن عند علمهم ان الله خلقهم من العدم الى الوجود فلذلك جعلوا مرحلة العدم بمثابة الموت ثم الوجود بمثابة الحياة ثم مرحلة ما بعد البرزخ بمثابة الموت الثاني ثم القيامة الحياة الثانية
ومع هذا الكشف يتمنون ان يعودوا ليعملوا عملا فيه كمال وخلاص وفوز ...
نحن الان لازالت بايدينا صنع الفوز في ذلك اليوم والخلاص من العذاب.......................فهل نعمل لاجل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق