الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج10

                          

الاخرون في الفكر المحمدي 
===============
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 
بالامس تحدثنا عن العائلة في الفكر المحمدي 
واليوم نتحدث عن الاخرين في الفكر المحمدي 
عندما اعلن محمد الرسول  صلى الله عليه واله وسلم انه رسول للناس كافة   هذا يعني انه  لابد ان يستوعب الناس كافة بفكره  فيوضح ما أختلف  فيه  ويقوم باصلاح ما افسده البعض ويعطي سنن  جديدة للحياة  وطرق معالجة امور  مستعصية .

1 - { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ28
وهنا   نسأل  سؤال ؟:  من هم الاخرون ؟.
الجواب :  هم اصحاب العقائد  . ولانه  لايوجد  احد  بدون عقيدة  فبهذا يكون الاخرون كل الناس  . لكن اهتمام الفكر المحمدي كان باتجاه ما يحملون من عقيدة 
وليس  لانهم  من الطائفة الفلانية او الدين الفلاني  او القبيلة الفلانية .
فقد اعلن  انه صلى الله عليه واله وسلم   لم ياتي ليلغي الاخرون  . جاء فقط  ليضع البشرية  على الطريق الصواب  وبعد هذا كل امرئ وما يرى .
كما قال :

1 - { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } المدثر36
وفي نص اخر  له  صلى الله عليه واله وسلم  قال :


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فنلاحظ هنا جيدا   وبوضوح تام عدم الالغاء  واضحة ولالبس فيها  قد يبدو هذا الرأي 
غريبا  لان من المعلوم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد حارب المشركين   وهذا امر لايختلف عليه اثنين  لكن للمحقق  المتمعن بالواقع كما هو   يجد ان ان تلك الحروب  لم تكن  لانهم مشركين  بل لانهم حاربوا المسلمين فقط .
نحن  امام هدنة  وصلح  بين النبي نفسه صلى الله عليه واله وسلم  وبين المشركين  وهو (صلح الحدييية ) هذا الصلح  يعني وبصورة  لاتقبل الشك القبول بالمشركين  ليس كخصم محترم  فحسب بل كنظير عقائدي   لايبنبغي محاربته  ويجب الايفاء  بالالتزام مادام يحترم العقيدة الاخرى  ولايبغي على المسلمين .
واعتقد هذا الامر  لم ينتبه له احد حتى اقرب الناس من النبي  صلى الله عليه واله وسلم  في زمانه وبعد زمانه ما عدا الامام علي عليه السلام حينما اوصى بعدم قتال الخوارج قائلا :
لاتقاتلوا الخوارج من بعدي , الا ان يظهروا بالارض الفساد  .
مع انه اي الامام علي  عليه السلام  اوصى بقتال معاوية   , قائلا :
وقاتلوا معاوية , لانه ليس من طلب الحق فاخطأه كمن طلب الباطل فأدركه .
اعتقد انه لو كان معاوية صاحب نظرية  فقط  لما اوصى الامام علي عليه السلام بقتاله 
لكنه  اعلن الحرب على المسلمين انفسهم .
ونحن نجد مثل هذا  جليا في موقف النبي موسى عليه السلام  من السامري  كمثل في كيفية مجابهة اصحاب النظريات المعوجة فانه اي النبي موسى عليه السلام  لم يلغي السامري  كشخص او كنظرية  فقط قام  بتدمير صناعته وتركه  .

{قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً }طه97

ونجد ممن عاصر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم مثل السامري وايضا نجد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  يقوم بتدمير صناعتهم  لكن لم يعاقبهم على ذلك  ولم يلغيهم  اؤلائك كانوا اصحاب (مسجد ضرار )

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107

اعتقد ان المعول والمحرك في هذا الوضع من صلح النبي صلى الله عليه واله سلم مع المشركين ووصية الامام علي  عليه السلام  بعدم قتال الخوارج   . 
اعتقد لطرح نظرية العقيدة الحقة  .  اذا يجب طرح العقيدة  فقط 
والعقيدة  هي كفيلة بالغلبة  اذا كانت حقة   .
تطالعنا واحدة من ادبيات الفكر المحمدي الاجتماعية  وهي ديباجة غاية بالوصف  تليق   بهذا الموضوع .

قال :

{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
فلو ملأ الباطل بطون الوديان وكل الارض  فانه سوف يهلك تمام  حتى لو كان يوما برّاقا ً كالذهب ولكن الذي يبقى يعاند الزوال  فقط  هو الحق ....
ويصرح النبي صلى الله عليه واله وسلم في مكان اخر  انه جاء فقط ليضع النقاط  على الحروف  وليس شيئ غير هذا .
قال :
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56
لم يقل محاربين  او  مقاتلين  او مجبريكم على شيئ  فقط مبشرين  بشيئ ربما لم تعلموا به ومنذرين باشياء  لم تاتيكم الاخبار عنها .
هذا فقط 
وبعدها  نترك المسالة للعقيدة  :{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18

لم يغمط الفكر المحمدي حق  كل صاحب حق  
فقد وضع الامور مكانها    فنحن حين نرى نص من النصوص  يذكر فيه اصحاب ديانات  سابقة ويمتدحهم و كنا  نعتقد  انه جاء ليلغيها تماما   قد يأخذنا العجب . لكن حين نعلم  انه محمد صلى الله عليه واله وسلم , العادل  لانستغرب  
قال :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62

لاحظ النص انه يساوي  بين المسلمين واليهود والمسيحيين والصابئة  في الفوز باليوم الاخر  شرط الايمان بالله .
في حين لايوجد فكر اخر يحتوي الجميع   لانه من المعلوم  لو اعترفت للاخرين  بالفضيلة  فهذا يعني قطعا سد الطريق  لنشر فكرك بينهم  فكيف وانت تعلن ان فكرك جاء للناس جميعا ؟.
اعتقد  ان الفكر المحمدي جاء وهو يحمل معه  اسباب الحياة والنمو  والانتشار وواحدة من طرق انتشاره  هو الاعتراف للاخرين من وجود جسور لازالت موجودة  وروابط لم تنقطع  تربط بين الفكر المحمدي وبينهم .
نحن كمسلمين نعلم  جيدا ماهي تلك الجذور . الجذور طبعا هي الرسالات السماوية  اللتي يرجع  اكثر الاديان لها .
وقد صرح بذلك قائلا :

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً{163}
الوجود المحمدي كشخص  وكفكر  اول من حاربة بعد المشركين  كان هم اليهود   
فانظر كيف وصف كتاب اليهود ( التوراة ) 

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44
وليس التوراة فقط  بل امتدح القائمين على التوراة  من انبياء ومن علماء  يهود 
قد تجد هناك نصوص تذم اليهود  فهذا لايعدو  تشخيص حالة  وليس امر  بالاعتداء عليهم وهذا التشخيص لا يقف عند اليهود فقط بل حتى المسلمين  ايضا هناك كثير من النصوص تذكرهم بعدم الرضا .
كما قال :

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81

ونحن ايضا نجد للمسيحيين  ذكر حسن  فقد وصفهم  بغاية الوصف الجميل 
قال :
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة83

حتى المنافقين الذين هم مسلمين بالاساس  لم نجد في الفكر المحمدي لهم نظرية الالغاء 
فقد ورد ذكرهم  25 مرة   ولاتوجد  مرة واحدة  تامر بقتلهم  او عقوبتهم .
غاية ما بالامر  تحذيرهم  تحذير شديد اللهجة 
حيث قال :
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60

والغريب  انه يستخدم كلمة (   لَنُغْرِيَنَّكَ  )  وهي صفة لاتجوز ان يوصف بها النبي 
اي صفة ( الغر ) وهي بمعنى  فاقد الخبرة  او الذي لايعلم شيئ  لكن اعتقد ان وجودها  هو ما يعطي للانذار  اهميته القصوى  فهذه الكلمة  تصل الى قلب المنافق  ولها  وقع  كوقع الموت نفسه  بمعنى ان لم تنتهوا  فستكون عقوبتكم  لاتوصف .  
وقد فهمها المنافقين اكيد ولهذا لم نجد لهم اثر الا بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم .

بل اصر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  على ترك المنافقين   حيث قال :

{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48
لايقف الامرفي الفكر المحمدي بكيفية التعامل مع اصحاب العقائد الاخرى  بل حتى  ابناء العقيدة الاسلامية 
لقد قام الاسلام  على شهادة لااله الا الله  وان محمدا رسول الله 
وشرع 
الصلاة 
الصوم 
الزكاة 
الحج 
الجهاد في سبيل الله 
ولو لاحظنا ان الفكر المحمدي يكتفي باعلان بالشهادة لله بالوحدانية  فقط 
والشهادة  بالنبوة لمحمد فقط صلى الله على محمد وال محمد 
بدون ان يعرض على امتحان او اختبار على صدق  دعواه 
بل حتى ربما يقبل منه كلام  شبيه بالاعتراف  فهذا ابو سفيان 
حين اجبر على دخول الاسلام واسقط بيدة  واستجار بالعباس ابن عبد المطلب 
حتى يحقن دمه  عرضت عليه  الاقرار بالالهية لله  فقال : اعلم  لو لم يكن ربك حقا  لما انتصر علينا  !! ولم يقل اشهد ان لااله الا الله  . 
وحين عضرت عليه الاقرار بالنبوة لمحمد  . قال  اما هذه ففي نفسي منها شيئ 
فقيل له  لابد منها  فقال : وانك يا محمد رسول الله  .  وقبلت منه 
اما التشريعات الاخرى 
مثل الصلاة والصوم   فيكفي ان يراه الناس يؤديها  ولم تخضع  لاختبار  ممارسة فعليه 
والحج لمن استطاع 
والزكاة  لم يجبر على اعطائها  فنحن لم نعلم ان هناك ديوان احصاء ممتلكات  قد فرضها النبي صلى الله عليه واله وسلم .

اللهم صلي على محمد وال محمد  الطيبين الطاهرين 

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بَهَتَ ؟؟  فعل وصفة حال !؟  ؟ بهته ؟ فاجأه بخبر جعله مدهوشا محتارا !! والبهت حالة تجعل الشخص بحالة صحية تشبه انخفاض ضغط الدم المف...