لاتوجد عند محمد القائد صلى الله عليه واله وسلم مايسمى الحرب الاستباقية
ربما تكون من حسن سياسة القائد هي وئد الفتنة في مهدها فعند ثبوت الادلة القاطعه على تامر المتامرون على الدولة وعلى رئيس الدولة ونظام الدولة فان اخذهم بالعقاب امر وارد فان تركهم يجر الى الفوضى والفوضى نتيجتها خراب الوطن . لكننا امام نموذج من نماذج النظم القانونية لامثيل له . لم اجد مثلها الا من تلميذ محمد القائد وهو علي ابنه واخية بنفس الوقت صلى الله عليهما تسليما كثيرا حيث قال : معاوية ليس ادهى مني ولكنه امرئ يمكر ويغدر. يريد ان السياسة اذا كانت بالدهاء وان جاءت بالنتائج الاجابية فلا داعي لها . ذلك لانهم نماذج قيادية من طراز متفوق . فلاحظ مايقول
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا
جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي
أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ
يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ))
طبعا النجوى هنا معناها الحديث همسا بين المتامرين بالحضور الزماني والمكاني وليس التامر عن بعد . وبماذا يتامرون ؟ الاثم العدوان العصيان على رئيس الدولة وكل ذلك قد تم حضره والنهي عنه وليس هذا وحسب بل يعلنون ويفصحون عن انفسهم الى درجة يغيرون التحية المقررة فيحييون بتحية الجاهلية وابعد من هذا انهم يقولون فليفعل الله ما يشاء !! ككفر صريح ثم لانجد الا : لااريد محاسبتكم لان مصيركم سيئ جدا . لايوجد مثل هذا التصرف ابدا ضد اعداء الدولة في اي زمان واي مكان السؤال : اذا لم يكن هذا القائد رجل سلام ؟ فماذا يكون غير ذلك ؟.
---------------------------------------------------------------------------------
عندما وصل القائد محمد صلى الله عليه وسلم الى يثرب وتنورت بنورة فسمية هذه المدينة بالمنورة وكما معلوم ان هذه المدينة فيها ثلاث طبقات كبرى هم العرب صنفين مؤمنين بالدين الجديد وغير مؤمنين والطبقة الثالثة هم اليهود .
فاول شيئ عمله القائد الجديد محمد صلى الله عليه واله وسلم هو كتابة وثيقة عهد
لم يلغي التشكيلات المتناقضة بل اكد تشكيلاتهم .
هنا نص من الوثيقة قمة بالرقي المدني :
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم .. مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يؤتغ إلا نفسه وأهل بيته".
لم يسلب اليهود يدنهم ولايخرجهم من ارضهم وممتلكاتهم ولم يجبرهم على اعتناق الدين الجديد بل اقرهم على دينهم ودنياهم .
بل نجد اكثر من هذا : بموجب هذه الوثيقة لابد من التناصر فيما بينهم والنصيحة بينهما والبر واجب بل يتساوون اذا اضطروا للجهاد والدفاع عن المدينة المنورة (يثرب ) لانها مدينتهم كلهم .
وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.. وإن بينهم والنصح والنصيحة والبر دون الإثم.. وأن النصر للمظلوم .
وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.. وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب وإذا دعوا إلى الصلح يصالحونه ويلبسونه.
ومما يؤسف له ان اليهود بدل ان يكونوا هم من قادة الدين الجديد كونهم من نفس الاصل العقائدي اي الرجوع الى نفس الرب بعكس الوثنيين .
نجد ان اليهود نقضوا العهد .
ونقض العهد يعني الخيانة طبعا
مهما كانت مرجعية المتعاهدين فان نقض العهد يعني الخيانة .
ولهذا حدث انخزال كبير بين اليهود والمسلمين كان من نتيجنة ان خسر اليهود بعض ممتلكاتهم ولهذا تنازلوا عنها للقائد نفسه .
وهذا ما يسمى بالفيئ .
الفيئ كان خالصا للقائد لانه لايكون به تعب احد اخر .
((وَمَا أَفَاء
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا
رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
ومع انه للقائد خاصة نجد القائد يقرر ان هناك طبقات من المجتمع لاننساها وهي الطبقات المحرومة
ذوي القربى
اليتامى
المساكين
ابناء السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق