ماهي المعجزة ؟.
المعجزة هي عملية خرق للعادة . وهذا يعني ان المعجزة نفسها ليس شيئ غير طبيعي لكننا لم نتعود ان نراه او ربما توقع حصوله امر خيالي .
وهنا يجب التفريق بين المعجزة والسحر
وتعريف السحر هو : كل أَمْرٍ يَخْفَي سَبَبُهُ ويَتَخَيَّلُ على غير حقيقيتهِ ويجري مجرى التمويه والخداع .
ولا فرق بين السحر والمعجزة لدى الانسان البسيط لاول وهلة
لو عرفنا ان الفرق بينهما هو تحقق امر فعلي في المعجزة في حين ان السحر مجرد
تخيل فقط اي لاوجود لاي شي حقيقي
قال الله سبحانه :
1 - { قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ } الذاريات77
2 - { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } الذاريات69
ووجود كلمة لايفلح الساحر تعني ان لا وجود حقيقي للسحر
انما هو خذاع بصري ولهذا قال موسى عليه السلام متعجبا
اتقولون للحق .. اسحر هذا
يعني هناك فرق كبير بين السحر وهو الوهم وبين المعجزة اللتي هي حق وحقيقة .
وكلمة معجزة ماخوذة من الفعل (عَجَزَ ) بمعنى عيى او فقد القدرة ,
وكلمة عَجِز تاتي بمعنى نهاية الشيئ مثل عجز الانسان او عجز البيت الشعري
وتاتي ايضا اصل الشيئ مثل عجز النخلة كما قال الله سبحانه : (( تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ))
يعني اصولها
وهي بها تعتبر من المترادفات اللغوية بحيث تفيد المعنى وضده .
واعتقد ان حقيقة المعجزة هي مثل معنى كلمتها فهي الخط الواصل بين النهاية والبداية بدون واسطة .
للتوضيح : ان كل عمل له مقدمات وأدوات وطريقة عمل تؤدي بالنتيجة الى ايجاد
شيئ معين بالخارج .وهذا مايسمى بالطريقة التدريجية .
ولكن المعجزة تختزل طريقة العمل ومدة الزمن لتحدث بطريقة دفعية فقط
مثل خلق الانسان من طين يعتبر طريقة اعجازية لكن خلق الانسان بالسبب الطبيعي
اي من زوجين ذكر وانثى وان كان هو بنفسه معجز لكن لايعتبر معجزة لانه من الممكن ان يعمل الانسان ذلك وبسهولة فقط المقدمات والادوات وهي متوفرة
ومثل هذا خلق الانسان من انثى فقط كما هو مولد السيد المسيح عليه السلام يعتبر معجزة لانه حدث بطريقة دفعية لكن ايلاد الانسان من انثى بطريقة المختبرات
او ما يسمى ( الاستنساخ الجيني ) لايعتبر معجزة لانه استخدم المقمات العلمية و
الادوات لذلك العمل
اعتقد ان اهم شيئ بالمعجزة هي خاصية الايجاد
فخاصية الايجاد تعطي للمعجزة اهميتها .
مامعنى خاصية الايجاد ؟.
خاصية الايجاد هي الحالة الملموسة للمادة بعد المعجزة .
نحن نستطيع ان نفهم ان الحديد ممكن ان يلين اذا تعرض الى حرارة عالية مذيبة
لكن لايمكن ان نفهم ان الحديد في يد احدهم يلين بدون واسطة يعني بدون معمل
اسالة حديد .
هذا يعني المعجزة فقط كما كان يفعل النبي داوود عليه السلام وتوضيح ان عمل داوود عليه السلام ليس سحر هو انه بعد عمل النبي داوود لدروع كان الناس تلبسها
فهي حقيقية وليست وهما
لان السحر مرتبط فقط بحاسة البصر ولايمكن ان تسمع لها صوت او تحس لها
ملمس او درجة حرارة او يكون لها ذوق او طعم .
يعني يستطيع الساحر انه يعمل درع من حديد لكن مستحيل ان تلمس هذا الدرع
او تجد له حقيقة وللمعلوم ان عمل السحر موجود فقط في حالة وجود الساحر
اما المعجزة فهي تبقى حتى لو كان الذي اجريت على يدية المعجزة غير موجود
وربما يكون قد مات .
فيما تقدم حاولت التوضيح ان امر المعجزة ليس امرا مستحيلا فقط هو مغاير
لما تعودنا ان نراه او نتخيله لكنه في ذاته ليس مستحيلا
اعني انه ليس من صنف الانشاء من العدم بل انه موجود فعلا لكن اضهاره
بالطريقة الدفعية هو المعجزة فعلا
والنأخذ امثلة على ذلك
معجزة المعراج (اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين )
ذكرنا المعراج فلا بد ان نصلي على النبي
المعراج بنفسه ليس مستحيلا قال الله سبحانه :
1 - { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } الأعراف33
فهنا واضح ان المعراج ليس معجزة اذا احضرنا الادوات او الوسيلة لذلك المعبر عنها بكلمة سلطان اللتي تعني السلطة وهي الحسابات الدقيقة لولوج السماء زالنفاذ من اقطار السماء
وقد استطاع الانسان ان يذهب بعيدا بالسماء ولو تطور اكثر لولج اكثر .
ومعجزة اليد البيضاء عند النبي موسى علية السلام .
المعلوم ان جلد الانسان يصبح لونه قاتما او فاتحا تبعا لكثرة مادة او صبغة الميلانين
الموجودة بالبشرة فعلا فكلما كثرة اصبح لون الجلد مائلا للسمرة وبعدها للسواد .
والعكس بالعكس ايضا .
وكثرة الصبغة تحدث باسباب منها الطقس الحار مثلا او الحالة المعشية
او الحالة النفسية فكثيرا ما نجد الحالة النفسية لها تاثير كبير على لون البشرة
قال الله سبحانه :
1 - { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } الزخرف58
وطبعا ليس كل ؤلاءك المذكورين بالابة (سود ) وانما اصبحوا بهذا اللون الاسود لحالة النفسية اللتي اعترتهم
وهذه الاية ايضا تنص على اسوداد لونهم تبعا للحاله النفسية
1 - { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } الزمر60
والملفت للنظر ان الايات تنص على تغير لون الوجه فقط ولو كان الرجل كله اسود لما اتعبر مسود الوجه لانه هو اسود من الاساس .
وبنفس القياس نجد تغير وجوه المؤمنين الى اللون الفاتح او المضيئ
قال الله سبحانه :
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ - القيامة {22}
والناضرة المملوءة نضرة ونقاء ورياً وناعمة الملمس كبشرة الاطفال
ذلك للحالة النفسية اللتي يعيشونها من الارتياح لوضعهم الحالي
وهي حالة تشبه كثيرا حالتنا حينما نخلص نهائيا من عواقب بعض التبعات
وقد ورد بالاثر عن بعض نساء النبي صلى الله عليه واله وسلم
انها قالت : كنا نلضم الخيط بالابرة في الللية الحالكة السواد على نور وجه النبي
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
وهذه الحالة اللتي حدث مع يد النبي موسى عليه السلام هي تحول اللون من غير مرض طبعا قصارت مضيئة .
معجزة الخروج من النار بدون تاثير يذكر .
هنا نجد المعجزة هي تغيير بكينوة النار وليس بكينونة الشخص نفسه
طبعا القصة معروفة وهي بعد القاء النبي ابراهيم عليه السلام في النار
فقال الله سبحانه :
لااعرف كيف تكون النار باردة , فالنار ليست شيئ معين وانما هي ناتج من نواتج
اتفاع درجة الحرار في المادة مما يؤدي الى استهلاك كمية كبيرة من غاز الاوكسجين
وتظهر على شكل لهب حارق , فالنار هي عبارة عن هوار حار الى درج الحرق .
قال الله سبحانه :
1 - { أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ } الواقعة72
فهي بهذا ليست مادية بمعنى ملموسه بل تاخذ طابع الهواء فقط .
ومع انه لايمكن ان نحذف صفة الاحراق من النار لكن هناك شواهد على عدم الاحراق
مثلا وهذا كنا نستخدمة لابهار الناس الذين لايعرفون ما نفعل
كنا نصب كمية من الحكول ( الكحول المستخدم للتعقيم بالمستشفيات ) على ايدينا
ثم نقوم بحرق الكحول فتبدو ان ايدينا تحترق للمشاهد بيما نحن نضحك ولاتلسعنا
فنقول لهم اننا سحرة في حين ان الواقع غيرهذا فالواقع ان النار تستهلك بالكحول
بدل ايدينا .
وكذلك قمنا بتجارب على الورق العادي فانه لايحترق ولاتؤثر فيه النار ما دام فوقه
كمية من السكر العادي المستخدم للشاي وقد جربت ذلك انا فعلا .الواقع ان النار هنا تمتص كليا من قبل السكر بحيث لاتصل الى درجة اتقاد الورق
ويقال ان طريقة اطفاء القطن المحترق هي في صب مادة البنزين عليه .
كل هذه الطرق ليست معجزة لاننا استخدمنا طريقة متسلسلة لسحب تاثير النار بالاشياء
بينما سحب تاثير النار عن ابراهيم عليه السلام حدث بطرقة تلقائية وهذا هي المعجزة
معجزة انتقال الاشياء بدون واسطة . انتقال الاشياء بواسطة امر طبيعي وكلما كانت الواسطة سريعة كان الانتقال اسرع
لكننا حين نرى انتقال مثل انتقال عرش بلقيس بكل حجمة وبصورة خيالية فهذه هي المعجزة
وكما حدث مع الامام علي عليه السلام حينما انتقل هو بنفسه من المدينة المنورة وذهب الى المدائن حيث صلى ووارى سلمان المحمدي ثم رجع الى المدينة بفترة ومسافة المدينة العادية فهذه هي المعجزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق