فيما تقدم تعرفنا على شيئ من فكر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ونظرته حول اصحاب الاديان السابقة وموقفة منهم من خلال من نطق به في القران .
والان نتظرق الى علاقة بالناس الذين هم على مساس وثيق به سوى مسلمين او غير مسلمين ومن خلال استعراض بعض مواقفة نستطيع ان نفهم كم هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم عظيما .
موقفه من الانتقام .
-----------------
لقد نهى النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الانتقام نهيا قاطعا ولهذا شرع القصاص
ولهذا القصاص ضوابط بحيث لايكون فيه ظلم يعني لاتكون العقوبة اكبر من الجناية
قال :
{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }البقرة194
معتبران نتيجة التحقيق هو القصاص الذي اعتبره بمثابة حياة كما اشار بهذا المعنى نصا وليس اشارة ثال ولكم في القصاص حياة .
وقد صرح بان تقام المجالس التحقيقية في اي قضية بين متنازعين واعتبارها امرا من اوامر الايمان بالله ذلك حفظا على النظام العام للجميع .
قال :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
النساء59
وقد شدد على عدم المبالغة بالعقوبة او بالاحرى عدم التجاوز عن حد الجناية كعقوبة
قال :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
وقد تعرض النبي نفسه صلى الله عليه واله وسلم الى واحدة من هذه القضايا اللتي يكون هو ولي الدم .
القضية هي
قضية اغتيال الحمزة عم النبي .
------------------------------------------------------------------------------------------------------
لم يكن استشهاد حمزة ابن عبد المطلب امر طبيعي كما يقال في انه سقط شهيدا بالمعركة .
لقد كانت هناك مؤامرة على قتل حمزة بالذات لاغيره .
يقول اهل التاريخ والسير ان المرشحون للقتل كانوا ثلاثة هم النبي صلى الله عليه واله وسلم والامام علي عليه السلام والحمزة . وهذا غير صحيح .
ربما كان بتقدير المتامرين لو قتلوا ثلاثتهم لايغير شيئ من جانب فئة من المتامرين فقط لكن قتل حمزة بالذات هو رغبة الفئة الاقوى من بين المتامرين .
ذلك لان حمزة رجل بجيش كامل فوجودة لو بقي حيا بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم حسب تقديرهم هذا يعني لم الافلاس الكامل .
وطبعا وهو الحق لو كان حيا بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم لتغيرت المعادلة من ذلك اليوم الى يومنا الحاضر . لكن حساباتهم كانت دقيقة جدا .
وقد نفذوا ما ارادوا .
قلنا كان قتل الحمزة اغتيال بمعنى الكلمة .
الدليل
1- ثبت ان ابو سفيان وهند زوجة ابي سفيان كانوا يصرحون بواجب قتل الثلاثة او احد الثلاثة .
2- المعلوم معركة احد اللتي استشهد فيها حمزة كانت بالاساس غزوة قام بها ابو سفيان ومن قبل برغبته
3- لقد جهز ابو سفيان لقتل الحمزة او احد الثلاثة طريقتين الاولى الاقتحام عنوة وهي قوة ضاربة لم تدخل بالحرب لاي سبب كان بقيادة خالد ابن الوليد
والطريقة الثانية هي تجهيز عبد من عبيدهم يتسلل خلسه بين الصفوف كاي عبد مهمل ويخفي سكين او حربة وحين يقترب من احد الثلاثة يقوم بطعنة .
ولان العرب كانت تتحلى بروح الفروسية فانها لاتقتل الا من يبرز وبهذا لاتقتل العبد لانه لم يبرز للقتال ولانهم اي العرب يانفون من قتال الا نظرائهم من الاشراف وبهذا استطاع العبد ( وحشي لعنة اله عليه ) من الوصول الى قرب الحمزة وطعنة بالحربة .
4- طريقة ادارة المعركة تضع علامة استفهام كبيرة فان بالبداية كانت المعركة محتدمة بين الفريقين مما مكن بعض المشركين من الالتحام بالمسلمين بشكل وثيق وللوضعية الخاصة بالعبد وحشي اللتي مكنته بالاقتراب من حمزة وقام بقتله
في هذا الوقت بالذات اعلن النصر للمسلمين فانهزم المشركون بصورة مفاجئة ربما كانت هذه حركة من جانب احد المتامرين الذي يريد ازاحة الحمزة فقط ولكن كما اعتقد ان الجانب الاخر اراد ميل الكفة له ولان الامور مؤتية له بضرب المسلمين
فقد اعطى الضوء الاخضر للفرقة بقيادة خالد ابن الوليد .
5- فرقة النبالة المسلمين الذين كان مهمتهم حماية الجبل من الاختراق تركوا اماكنهم في وقت كان مهمتهم معلومة هي مراقبة فرقة خالد والتحضر لضربها .
لااعتقد ان تركهم مواقعهم كان بشكل عفوي وخصوصا ان المعركة لم تنتهي بعد
اعتقد ان تركهم لمواقعهم على الجبل وراءه احد المتامرين .
6- الظاهر ان معركة احد كانت نصر للمشركين ولكن الحق ان المشركين سارعوا بالعودة الى ديارهم وهذه سابقة غريبة في المعارك !! كيف يعقل ان جيش جاء لينتقم من عدوه الى عقر داره وبعد ان ينتصر يعود مسرعا ولم يحقق شيئ !!؟.
خلاصة المعركة هي استشهاد الحمزة عم النبي صلى الله عليه واله وسلم .
فلننظر ماذا حدث ؟.
في الوقت الذي نفهم من اقوال النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يامر بالعقوبة مقابل الجناية فقط نجد النبي صلى الله عليه واله سلم يتوعد قريش بقتل سبعين منهم !!!
وهو امر غريب !!
لكن حينما نعلم ان المسالة مسالة مؤامرة وان حمزة ذهب ضحية مؤمرة ( اغتيال )
نعلم ان المتامرين هم سبعين بالعدد . لكننا لم نعرف اسمائهم فقد اخفاها كما اخفا اسماء المنافقين واعتقد ان السبعين هؤلاء هم مشركين قريش والمنافقين من قريش فقط
بدليل ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يتهم احد باغتيال حمزة غير قريش .
لكن يصبر ويعد بالحسنى وهذه قمة الشجاعة
فال :
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126
يتبين مما سبق ان النبي صلى الله عليه واله وسلم يحرم الانتقام ابدا
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق