الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج10 -ق . ب

                                   

فيما تقدم  تعرفنا على شيئ من فكر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ونظرته حول اصحاب الاديان السابقة  وموقفة منهم  من خلال من نطق به  في القران .
والان نتظرق الى علاقة بالناس الذين هم على  مساس وثيق به  سوى مسلمين او غير مسلمين   ومن خلال استعراض بعض مواقفة  نستطيع ان نفهم كم هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم عظيما .

موقفه من الانتقام .
-----------------
لقد نهى النبي  صلى الله عليه واله وسلم عن الانتقام نهيا قاطعا  ولهذا شرع القصاص   
ولهذا القصاص  ضوابط  بحيث لايكون فيه ظلم  يعني  لاتكون العقوبة اكبر من الجناية 
قال :

{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }البقرة194
معتبران نتيجة التحقيق هو القصاص الذي اعتبره  بمثابة حياة  كما اشار  بهذا المعنى  نصا وليس اشارة  ثال ولكم في القصاص حياة .

وقد صرح بان تقام المجالس التحقيقية  في اي قضية  بين متنازعين واعتبارها  امرا من اوامر الايمان بالله ذلك حفظا على النظام العام  للجميع .


قال :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
النساء59

وقد شدد على عدم المبالغة بالعقوبة  او بالاحرى  عدم التجاوز عن حد الجناية كعقوبة 
قال :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178

وقد تعرض النبي نفسه  صلى الله عليه واله وسلم  الى  واحدة من هذه القضايا اللتي  يكون هو ولي الدم .
القضية هي  
قضية اغتيال الحمزة عم النبي .
------------------------------------------------------------------------------------------------------
لم يكن استشهاد حمزة ابن عبد المطلب  امر طبيعي  كما يقال في انه سقط شهيدا بالمعركة .
لقد كانت هناك مؤامرة على قتل حمزة بالذات لاغيره .
يقول اهل التاريخ والسير  ان المرشحون للقتل كانوا ثلاثة  هم النبي صلى الله عليه واله وسلم  والامام علي عليه السلام  والحمزة . وهذا غير صحيح .
ربما كان بتقدير المتامرين لو قتلوا ثلاثتهم لايغير شيئ من جانب فئة من المتامرين  فقط لكن قتل حمزة  بالذات  هو رغبة الفئة الاقوى من بين المتامرين .
ذلك لان حمزة رجل بجيش كامل فوجودة  لو بقي حيا بعد وفاة النبي  صلى الله عليه واله وسلم حسب تقديرهم هذا يعني لم الافلاس الكامل   . 
وطبعا  وهو الحق لو كان حيا  بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم  لتغيرت المعادلة من ذلك اليوم الى يومنا الحاضر . لكن حساباتهم كانت دقيقة جدا .
وقد نفذوا ما ارادوا .
قلنا كان قتل الحمزة  اغتيال  بمعنى الكلمة .
الدليل 
1- ثبت ان ابو سفيان  وهند  زوجة ابي سفيان كانوا يصرحون بواجب قتل الثلاثة او احد الثلاثة  .
2- المعلوم معركة احد اللتي استشهد فيها حمزة  كانت بالاساس غزوة  قام بها ابو سفيان  ومن قبل برغبته 
3- لقد جهز ابو سفيان لقتل الحمزة او احد الثلاثة  طريقتين  الاولى  الاقتحام عنوة  وهي قوة ضاربة  لم تدخل بالحرب لاي سبب كان بقيادة خالد ابن الوليد  
والطريقة الثانية  هي تجهيز عبد من عبيدهم  يتسلل خلسه بين الصفوف  كاي عبد مهمل ويخفي  سكين او حربة  وحين يقترب من احد الثلاثة  يقوم بطعنة .
ولان العرب كانت تتحلى بروح الفروسية فانها لاتقتل الا من يبرز  وبهذا  لاتقتل العبد  لانه لم يبرز للقتال   ولانهم اي العرب   يانفون من قتال الا نظرائهم من الاشراف   وبهذا استطاع العبد ( وحشي لعنة اله عليه ) من الوصول الى قرب الحمزة وطعنة بالحربة .
4- طريقة ادارة المعركة تضع علامة استفهام كبيرة  فان بالبداية كانت المعركة محتدمة  بين الفريقين مما مكن بعض المشركين  من الالتحام بالمسلمين  بشكل وثيق  وللوضعية الخاصة بالعبد وحشي  اللتي مكنته بالاقتراب من حمزة وقام بقتله 
في هذا الوقت بالذات اعلن النصر للمسلمين  فانهزم المشركون بصورة مفاجئة  ربما  كانت هذه حركة من جانب احد المتامرين  الذي يريد ازاحة الحمزة  فقط  ولكن كما اعتقد ان الجانب الاخر اراد ميل الكفة له   ولان الامور مؤتية له بضرب المسلمين 
فقد اعطى الضوء الاخضر للفرقة بقيادة خالد ابن الوليد .
5-  فرقة النبالة المسلمين الذين كان مهمتهم حماية الجبل من الاختراق تركوا  اماكنهم   في وقت  كان مهمتهم معلومة  هي مراقبة فرقة خالد  والتحضر لضربها  .
لااعتقد ان تركهم مواقعهم كان بشكل عفوي وخصوصا ان المعركة لم تنتهي بعد 
اعتقد ان تركهم لمواقعهم على الجبل  وراءه احد المتامرين .
6- الظاهر ان معركة احد كانت نصر للمشركين  ولكن الحق ان المشركين سارعوا بالعودة الى ديارهم وهذه سابقة غريبة في المعارك  !! كيف يعقل ان جيش جاء لينتقم من عدوه  الى عقر داره  وبعد ان ينتصر يعود مسرعا  ولم يحقق شيئ !!؟.
خلاصة المعركة هي استشهاد الحمزة عم النبي  صلى الله عليه واله وسلم .
فلننظر ماذا حدث ؟.
في الوقت الذي نفهم من اقوال النبي صلى الله عليه واله وسلم  انه يامر بالعقوبة  مقابل الجناية فقط  نجد النبي صلى الله  عليه واله سلم  يتوعد قريش بقتل  سبعين منهم !!!
وهو امر غريب !!
لكن  حينما نعلم ان المسالة مسالة مؤامرة  وان حمزة ذهب ضحية  مؤمرة ( اغتيال )
نعلم ان المتامرين هم سبعين بالعدد . لكننا لم نعرف اسمائهم  فقد اخفاها  كما اخفا اسماء المنافقين  واعتقد ان السبعين  هؤلاء  هم مشركين قريش والمنافقين من قريش فقط 
بدليل ان النبي  صلى الله عليه واله وسلم  لم يتهم احد باغتيال حمزة غير قريش .
لكن   يصبر ويعد بالحسنى  وهذه قمة الشجاعة 
فال :

{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126

يتبين مما سبق ان النبي صلى الله عليه واله وسلم  يحرم الانتقام  ابدا 
اللهم صل على محمد وال محمد  الطيبين الطاهرين 



الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج10

                          

الاخرون في الفكر المحمدي 
===============
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 
بالامس تحدثنا عن العائلة في الفكر المحمدي 
واليوم نتحدث عن الاخرين في الفكر المحمدي 
عندما اعلن محمد الرسول  صلى الله عليه واله وسلم انه رسول للناس كافة   هذا يعني انه  لابد ان يستوعب الناس كافة بفكره  فيوضح ما أختلف  فيه  ويقوم باصلاح ما افسده البعض ويعطي سنن  جديدة للحياة  وطرق معالجة امور  مستعصية .

1 - { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ28
وهنا   نسأل  سؤال ؟:  من هم الاخرون ؟.
الجواب :  هم اصحاب العقائد  . ولانه  لايوجد  احد  بدون عقيدة  فبهذا يكون الاخرون كل الناس  . لكن اهتمام الفكر المحمدي كان باتجاه ما يحملون من عقيدة 
وليس  لانهم  من الطائفة الفلانية او الدين الفلاني  او القبيلة الفلانية .
فقد اعلن  انه صلى الله عليه واله وسلم   لم ياتي ليلغي الاخرون  . جاء فقط  ليضع البشرية  على الطريق الصواب  وبعد هذا كل امرئ وما يرى .
كما قال :

1 - { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } المدثر36
وفي نص اخر  له  صلى الله عليه واله وسلم  قال :


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فنلاحظ هنا جيدا   وبوضوح تام عدم الالغاء  واضحة ولالبس فيها  قد يبدو هذا الرأي 
غريبا  لان من المعلوم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد حارب المشركين   وهذا امر لايختلف عليه اثنين  لكن للمحقق  المتمعن بالواقع كما هو   يجد ان ان تلك الحروب  لم تكن  لانهم مشركين  بل لانهم حاربوا المسلمين فقط .
نحن  امام هدنة  وصلح  بين النبي نفسه صلى الله عليه واله وسلم  وبين المشركين  وهو (صلح الحدييية ) هذا الصلح  يعني وبصورة  لاتقبل الشك القبول بالمشركين  ليس كخصم محترم  فحسب بل كنظير عقائدي   لايبنبغي محاربته  ويجب الايفاء  بالالتزام مادام يحترم العقيدة الاخرى  ولايبغي على المسلمين .
واعتقد هذا الامر  لم ينتبه له احد حتى اقرب الناس من النبي  صلى الله عليه واله وسلم  في زمانه وبعد زمانه ما عدا الامام علي عليه السلام حينما اوصى بعدم قتال الخوارج قائلا :
لاتقاتلوا الخوارج من بعدي , الا ان يظهروا بالارض الفساد  .
مع انه اي الامام علي  عليه السلام  اوصى بقتال معاوية   , قائلا :
وقاتلوا معاوية , لانه ليس من طلب الحق فاخطأه كمن طلب الباطل فأدركه .
اعتقد انه لو كان معاوية صاحب نظرية  فقط  لما اوصى الامام علي عليه السلام بقتاله 
لكنه  اعلن الحرب على المسلمين انفسهم .
ونحن نجد مثل هذا  جليا في موقف النبي موسى عليه السلام  من السامري  كمثل في كيفية مجابهة اصحاب النظريات المعوجة فانه اي النبي موسى عليه السلام  لم يلغي السامري  كشخص او كنظرية  فقط قام  بتدمير صناعته وتركه  .

{قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً }طه97

ونجد ممن عاصر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم مثل السامري وايضا نجد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  يقوم بتدمير صناعتهم  لكن لم يعاقبهم على ذلك  ولم يلغيهم  اؤلائك كانوا اصحاب (مسجد ضرار )

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107

اعتقد ان المعول والمحرك في هذا الوضع من صلح النبي صلى الله عليه واله سلم مع المشركين ووصية الامام علي  عليه السلام  بعدم قتال الخوارج   . 
اعتقد لطرح نظرية العقيدة الحقة  .  اذا يجب طرح العقيدة  فقط 
والعقيدة  هي كفيلة بالغلبة  اذا كانت حقة   .
تطالعنا واحدة من ادبيات الفكر المحمدي الاجتماعية  وهي ديباجة غاية بالوصف  تليق   بهذا الموضوع .

قال :

{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
فلو ملأ الباطل بطون الوديان وكل الارض  فانه سوف يهلك تمام  حتى لو كان يوما برّاقا ً كالذهب ولكن الذي يبقى يعاند الزوال  فقط  هو الحق ....
ويصرح النبي صلى الله عليه واله وسلم في مكان اخر  انه جاء فقط ليضع النقاط  على الحروف  وليس شيئ غير هذا .
قال :
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56
لم يقل محاربين  او  مقاتلين  او مجبريكم على شيئ  فقط مبشرين  بشيئ ربما لم تعلموا به ومنذرين باشياء  لم تاتيكم الاخبار عنها .
هذا فقط 
وبعدها  نترك المسالة للعقيدة  :{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18

لم يغمط الفكر المحمدي حق  كل صاحب حق  
فقد وضع الامور مكانها    فنحن حين نرى نص من النصوص  يذكر فيه اصحاب ديانات  سابقة ويمتدحهم و كنا  نعتقد  انه جاء ليلغيها تماما   قد يأخذنا العجب . لكن حين نعلم  انه محمد صلى الله عليه واله وسلم , العادل  لانستغرب  
قال :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62

لاحظ النص انه يساوي  بين المسلمين واليهود والمسيحيين والصابئة  في الفوز باليوم الاخر  شرط الايمان بالله .
في حين لايوجد فكر اخر يحتوي الجميع   لانه من المعلوم  لو اعترفت للاخرين  بالفضيلة  فهذا يعني قطعا سد الطريق  لنشر فكرك بينهم  فكيف وانت تعلن ان فكرك جاء للناس جميعا ؟.
اعتقد  ان الفكر المحمدي جاء وهو يحمل معه  اسباب الحياة والنمو  والانتشار وواحدة من طرق انتشاره  هو الاعتراف للاخرين من وجود جسور لازالت موجودة  وروابط لم تنقطع  تربط بين الفكر المحمدي وبينهم .
نحن كمسلمين نعلم  جيدا ماهي تلك الجذور . الجذور طبعا هي الرسالات السماوية  اللتي يرجع  اكثر الاديان لها .
وقد صرح بذلك قائلا :

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً{163}
الوجود المحمدي كشخص  وكفكر  اول من حاربة بعد المشركين  كان هم اليهود   
فانظر كيف وصف كتاب اليهود ( التوراة ) 

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44
وليس التوراة فقط  بل امتدح القائمين على التوراة  من انبياء ومن علماء  يهود 
قد تجد هناك نصوص تذم اليهود  فهذا لايعدو  تشخيص حالة  وليس امر  بالاعتداء عليهم وهذا التشخيص لا يقف عند اليهود فقط بل حتى المسلمين  ايضا هناك كثير من النصوص تذكرهم بعدم الرضا .
كما قال :

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81

ونحن ايضا نجد للمسيحيين  ذكر حسن  فقد وصفهم  بغاية الوصف الجميل 
قال :
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة83

حتى المنافقين الذين هم مسلمين بالاساس  لم نجد في الفكر المحمدي لهم نظرية الالغاء 
فقد ورد ذكرهم  25 مرة   ولاتوجد  مرة واحدة  تامر بقتلهم  او عقوبتهم .
غاية ما بالامر  تحذيرهم  تحذير شديد اللهجة 
حيث قال :
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60

والغريب  انه يستخدم كلمة (   لَنُغْرِيَنَّكَ  )  وهي صفة لاتجوز ان يوصف بها النبي 
اي صفة ( الغر ) وهي بمعنى  فاقد الخبرة  او الذي لايعلم شيئ  لكن اعتقد ان وجودها  هو ما يعطي للانذار  اهميته القصوى  فهذه الكلمة  تصل الى قلب المنافق  ولها  وقع  كوقع الموت نفسه  بمعنى ان لم تنتهوا  فستكون عقوبتكم  لاتوصف .  
وقد فهمها المنافقين اكيد ولهذا لم نجد لهم اثر الا بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم .

بل اصر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  على ترك المنافقين   حيث قال :

{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48
لايقف الامرفي الفكر المحمدي بكيفية التعامل مع اصحاب العقائد الاخرى  بل حتى  ابناء العقيدة الاسلامية 
لقد قام الاسلام  على شهادة لااله الا الله  وان محمدا رسول الله 
وشرع 
الصلاة 
الصوم 
الزكاة 
الحج 
الجهاد في سبيل الله 
ولو لاحظنا ان الفكر المحمدي يكتفي باعلان بالشهادة لله بالوحدانية  فقط 
والشهادة  بالنبوة لمحمد فقط صلى الله على محمد وال محمد 
بدون ان يعرض على امتحان او اختبار على صدق  دعواه 
بل حتى ربما يقبل منه كلام  شبيه بالاعتراف  فهذا ابو سفيان 
حين اجبر على دخول الاسلام واسقط بيدة  واستجار بالعباس ابن عبد المطلب 
حتى يحقن دمه  عرضت عليه  الاقرار بالالهية لله  فقال : اعلم  لو لم يكن ربك حقا  لما انتصر علينا  !! ولم يقل اشهد ان لااله الا الله  . 
وحين عضرت عليه الاقرار بالنبوة لمحمد  . قال  اما هذه ففي نفسي منها شيئ 
فقيل له  لابد منها  فقال : وانك يا محمد رسول الله  .  وقبلت منه 
اما التشريعات الاخرى 
مثل الصلاة والصوم   فيكفي ان يراه الناس يؤديها  ولم تخضع  لاختبار  ممارسة فعليه 
والحج لمن استطاع 
والزكاة  لم يجبر على اعطائها  فنحن لم نعلم ان هناك ديوان احصاء ممتلكات  قد فرضها النبي صلى الله عليه واله وسلم .

اللهم صلي على محمد وال محمد  الطيبين الطاهرين 

يتبع

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم -ج9

                                        

العائلة في الفكر المحمدي 
---------------------------
قد تقوم  حضارة ما وتستطيع ان تؤسس دولة او ربما امبراطورية كبرى على اساس  القوة العسكرية من انضباط وتفوق تكتيكي كما رأينا الامبراطورية المغولية . او على اساس  القوة الاقتصادية  كمثل دول الخليج  في الوقت الحاضراو المعسكر الراسمالي   او على اساس ايديولوجية  فكرية  معينة كمثل دول المعسكر الاشتراكي او الشيوعي . لكن  كل تلك الدول والامبراطوريات والحضارات تخلو من الفضيلة  اذا  لم تهتم بالعائلة .وكل تكوين  مهما كان يخلو من الفضيلة  فانه تكوين يحمل عوامل الهدم  في كل اركانه  ومصيره  الزوال واعتقد ان كل الحضارات اللتي سادت طويلا ثم زالت  لانها تخلو من الفضيلة . 
فكانت الفضيلة هي المحور  الاساس الذي تقوم عليه العائلة بالفكر المحمدي . 
ولانجد ذلك غريبا  منه صلى الله عليه واله وسلم ذلك لانه تهيأ له عائلة  من ارقى عوائل قريش خاصة والعرب عامة اصلا ً ونسبا ً وحنوا ً  فقد جمعت اضافة ً الى نسبها الذي يعود  الى اشرف  انسان في العرب الا وهو ابراهيم الخليل  عليه السلام  تحليها  بمكارم الاخلاق ولهذه العائلة فقط  يعود الفضل  الذي عم قريش من الامن والامان  والتجارة  بما يسمى  ( ايلا ف قريش ) الذي اسسه هاشم جد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ومعلوم ان هاشم لقب وليس اسم  لانه هشم الثريد للجياع واطعمهم  بعد ان كادوا ان يموتوا جوعا   ولهذا العائلة فقط يعود الفضل الى توفير الماء  عندما قام  عبد المطلب بحفر بئر زمزم  فكان ماء لاينضب الى يومنا هذا يسقي قريش ويسقي الحجيج مهما كان عددهم . ولهذه العائلة  فقط يعود الفضل  الى توفير الحماية الكاملة  للنبي صلى الله علي واله وسلم عندما تكفل ابو طالب لاغيره  بحمايته من كيد الاعداء 
هذه نماذج بسيطة وما اكثرها احتوتها  هذه العائلة اللتي  يعود اليها محمد صلى الله عليه واله وسلم .
من هذه العائلة  انبثق محمد وكان تأثير العائلة هذه وتربيتها له  كبيرا  وقد اعترف بهذا الفضل  حينما قال :

 أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى  - الضحى {6}
ومن خلال التعامل مع هذه العائلة علم محمد الابن البار  صلى الله عليه واله وسلم  علم اتباعة  كيفية التعامل مع العائلة  والبر بالوالدين .
نحن  نعلم  ان هناك كثير من المحن  والماسي قد اخذت من النبي محمد صلى الله عليه  واله وسلم  ماخذها الكبير  لكنه لم يعلن    ذلك وحين يموت عمه وزوجته ركني عائلة الكبيرين  يعلن ان ذلك العام هو عام  الحزن  كتأبين كبير وعظيم  للعائلة .
وقد بقية عنده صلى الله عليه واله وسلم  تلك الروح الباره لهذه العائلة   بالخصوص  فحين تتوفى  فاطمة بنت اسد وهي اللتي ربته وحدبت عليه  في بيت ابي طالب  يقوم يتقميصها قميصه وينزل معها  القبر ويضطجع في اللحد  قبل ان يضعها فيه . فيقال له مانراك  فعلت لاحد  كما فعلت لها  ؟. فيقول : هي امي بعد امي  .
وقد اهتم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  اهتماما  كبيرا ببر الوالدين  
فقال : الجنة تحت اقدام الامهات .
ولشدة وصيته بالوالدين  فقد جعلهما وكأنهما  شريكين  للعبودية مع الله  !!!!
قال :
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
المعلوم  ان النبي محمد صلى الله عليه واله  وسلم جاء ليخلص الناس من عبادة غير الله الى  عبادة الله  وحده لاشريك له  ونحن نجد من خلال  جل اقواله   انه تسامح كثيرا مع بعض النواهي  ولكنه لم يتسامح ابدا مع الشرك بالله .
فقال :
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
وقال :
 {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140
ولكننا نجد في الفكر المحمدي للعائلة استثناء . 
حيث قال :

{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }لقمان15

ليس ان لاتطعهما  وحسب  بل  اوجب الاحسان اليهما  وعمل المعروف معهما مع انهما  مشركين  ويامرون ابنهما بالشرك وبالحاح  .
لم تبلغ ديباجة  ادبية منصوصة في لغات العالم  او ابياته  مثل ما وصلت اليه هذه الديباجة  
يقول  صلى الله عليه واله وسلم :

 {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
يقول  ربما  وصل بهما العمر  الى درجة لايستطيعوا الحراك ومعلوم ان الركون يولد النتانة بالجسد  الا اذا كان متعاهد من شخص اخر  فحين تاتي الى امك او ابيك  وتجد فيه هذه الرائحة  ومن طبيعة الشخص ان ينفخ الرائحة النتنة  لااراديا . يقول  فلتتنبه   والتحذر  ان تنفخ في الهواء تلك الرائحة  وتقول ( اف ) لان ذلك من شأنه ان يؤذيهما نفسيا  وهما في اشد الوضع حراجة نفسيا  .


لم يقف النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم  بتربية اتباعه بالكلام فقط  فقد علمهم بالعمل   واعتقد   ان مسالة  زيجاته المتكررة   ماهي الا ليعلمهم كيفية التعامل  مع العائلة وهذه مسالة جديرة بالحسبان   لانه لم  يتزوج الا بعد تجاوز عمره الشريف  الخمسين عاما  وبهذ ا فهو ليس بحاجة  للزوجات  للغاية المرتبطة من الزواج   ولو كانت كذلك لربما واحدة او اثنتان تكفي  وكيف وهو  قد تجاوز الخمسين من العمر .
كذلك تباين مرجعيات زوجاته العائلية تعطينا  نفس الشعور  على ان الغاية من الزواج هذا  يراد به غايات اجتماعية   فقط . فنحن نجد القريشية والانصارية   واخرى من  غير قبيلة  وغيرها  يهودية ونصرانية وقبطية ..........الخ 
واعتقد  ان امر تعدد الزوجات  بالنسبة للنبي  صلى الله عليه واله وسلم  امر واجب 
لان الرسالة جاءت  للناس كافة  الرجال والنساء  ومعلوم ان الرجال  لهم الحصة الكبرى او ربما القصوى من الوقت  ليتعلموا دينهم  وهم نصف المسلمين   اما النصف الاخر وهم  النساء  فيصعب  الاخذ بالشريعة  كاملة  من مصدرها  لخصوصية المرأة نفسها وضيق الوقت المسموح به  للتقرب من النبي  صلى الله عليه واله وسلم وهناك اشياء فقهية  تصعب الاخذ بها مباشرة من النبي  صلى الله عليه واله وسلم  فكانت توسيع دائرة عائلة النبي  لتشمل  اكبر عدد من النساء هو الحل .

لم تكن حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم مع زوجاته  رومانسية تخلو من المشاكل  فقد اراد النبي صلى الله عليه واله وسلم من مسالة زواجه بالنساء   نبراس للعوائل الاخرى   لانه يعلم تماما ان هناك مشاكل عائلية  تنتج يوميا  بين الرجل وامرأته 
فكانت  علاقته مع زوجاته  دروس للاخرين 
في مشكلة كانت   سببها بعض زوجاته  فقال :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم1
{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }التحريم2

لو اختبرنا هذين النصين اعلاه  لتبين لنا  ان هناك حل لكل مشكلة مهما كانت  فاذا  كان النبي  صلى الله عليه واله وسلم  عنده مشاكل عائلية وحلول  لها  فهذا يعني  ان الاتباع   مشاكلهم اسهل حلا ً لتقدم النموذج  لحل المشاكل .
 نلمس الاهتمام بالعائلة كثيرا في الفكر المحمدي  فان اول من عرض عليهم دعوته  هم عائلته  حيث قال :
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214
في حين  اننا نعلم ان دعوته  للناس كافة ذلك ليعلمنا  ان الفضيلة  لابد ان تبنى بناءا ً 
وان اول من تبدأ بهم هم عائلتك .
فأذا كانت اللبنة الأولى للبناء صالحة  حينها يكون البناء صالحا ً  وكذلك البناء الاجتماعي  الصالح  يبدأ بالعائلة الصالحة .
لذلك لم نجد الناتج الخير لعائلة النبي  صلى الله عليه واله وسلم  غريبا   فهو استحقاق ونتيجة طبيعية لكل مربي  وكما تمتع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بحين التربية  فقد صار مربي  صالح وجدير بان يكون خير المربين  ولهذا تمتعت  عائلته  بحسن التربية هي ايضا    
فاولادة  علي وفاطمة عليهما السلام  خير دليل  . 
وقد اصر النبي محمد  صلى الله عليه واله سلم   على تبيان  اصالة هذا الغصن الشريف  وكشف عنه في اكثر من موقعة ومناسبة .
فقوله :
ِانَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
وقوله :

{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61

لم تاتي الا  لتعطي نبراسا ً للاخرين  في كيفية بناء العائلة الطيبة . 
في حين هي ايضا تعتبر كرد جميل  لخديجة وابو طالب  ولاعجب 
فهو صلى الله عليه واله وسلم الابن البار .


واحببت ان اختم بهذا النص :

{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }النور61
فهو في البدأ   يتكلم عن الاكل   فقط   ولان الانسان لابد ان يراعي   ضوابط اجتماعية    في بعض المواقف ومنها الاكل   فقد استثنى منها الاعمى  الذي لايرى كيف ياكل  الاعرج  الذي لايقعد قعدة طبيعية  والمريض  فليقعد كيف يشاء  ولاحرج 
لكن الاسهاب  في سرد الاستثناءات البقية   هو ما تملية الاهتمام بالعائلة 
فمن الممكن  اختصار الكلمات  مثلا والديكم  واخوانكم  وامامكم واخوالكم   فتشمل الاناث والذكور  وتنتهي المسالة 
لكن ان يكرر  كلمة بيوت  قبل كل   كلمة  يراد الاشارة اليها  . 


  بُيُوتِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ
 أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ
 أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ
 أَوْ صَدِيقِكُمْ
 اعتقد ان وارءه غاية  الاهتمام بالعائلة 

اللهم صلي على محمد وال محمند الطيبين الطاهرين 




الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج8

                                        


المرأة في الفكر المحمدي 

اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 
قبل   الحديث  عن الفكر المحمدي حول المرأة ومعطياته  لابد  لنا ان نعلم  ان  ذلك الفكر قد شق طريقة من وسط كان ينظر الى المرأة بدونية تامة .
فانهم اي العرب قبل الاسلام كانوا  يعاملون المراة كاي سلعة قيمتها  بقدر حاجتهم لها  
فربما  تكون المراة عند احدهم اغلى  من الذهب اذا كان عاشقا ولابد ان لاتنسى  ان معنى العشق هو الحاجة الجنسية فقط   وربما تكون المراة عند احدهم  بقدر البهيمة اذا كانت عاملة وربما تكون المراة عند احدهم كحمل لايطاق   ولهذا اخترعوا  مسالة ( وأد البنات ) والوأد هنا هو الدفن حيا . قساوة البدوي اعطته الجرأة على دفن ابنته  وهي حية  في حين لايمكن ان يدفن نعجته  او يقتل عبده  .
كانت المراة عندهم  سلعة تباع وتشترى بابخس الاثمان ولانجاة  للمرأة الا اذا صارت ام  لاولاد اقوياء  او اخت  لاخوة اقوياء فقط .
وللامانة   ان العرب  اقل الشعوب عدوانية  وازدراء للمرأة اما باقي الشعوب فانهم ينظرون الى المرأة ككائن  ظلامي وهو منبع كل الشرور   
فهذه اوربا   اللتي تتبجح  برفع لواء حرية المرأة  وحقوق المرأة   كانت الى عصر قريب جدا  تنظر الى المرأة  انها كائن بدون روح    واول مرة  صدر امر ملكي  في فرنسا  في القرن 17 ميلادي   يعتبر المرأة  كائن  ذو روح  وممكن  ان تجد فيه خير 
وهو امر مضحك 
في حين ان الفكر المحمدي  كان ينظر الى المرأة  الى انها عنصر فعال   وهي تساوي الرجل  حقيقة وفعل  الا ما فضل الله  بين الاثنين .
وقبل الدخول بالموضوع لابد ان اشير  ان الفكر المحمدي  الوحيد الذي  نظر الى المراة هي اب قبل ان تكون  ام   
قال :
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ<< أَبَوَيْكُم>> مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
وفي سورة النساء  اية 11
وسورة يوسف  اية 99  وابة 100    ايضا  استخدم  كلمة اب  مكان ام  بجعل الوالدين ابوين .
بل نجد  في مكان اخر من نصوص الفكر المحمدي   اشارة الى خلق المرأة  لاتوجد  عند  كل الشعوب والاقوام والمفكرين    فانه يجعل المرأة مشتقة من الرجل  اشتقاقا     يعني لو قلنا انها النصف الثاني المكمل  للرجل  لكان اوجب  بل هو الواقع  خلقا وليس معنويا .
لاحظ هذا النص :

 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1


ولان ايات القران   اللتي هي اقوال  محمد صلى الله عليه واله وسلم  حول المراة كثيرة  فاننا  ارتأينا   ان نقف عند بعض الايات  ونناقش كيف ينظر 
النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم للمرأة .
يطالعنا نص من دستور الفكر المحمدي   يؤسس لقانون الحقوق المدنية  الذي يتبجح به 
دعاة النهضة الاجتماعية الحاضرة   في حين هو نص ثابت  في دستور الفكر المحمدي  وللاسف حتى المسلمين  لم يأخذوا به الا بعد ان استوردوه من اقوام اخرى  .

هذا النص :

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء128

مسالة تعدد الزوجات  مسالة عامة في كل الشعوب والامم ومن قديم الزمان   الا ما ندر وفي بعض الاحيان تكون الزوجة اسمية  فقط  في حين تبقى طيلة حياتها  لم يلمسها رجل  وهذا ظلم  انساني كبير .
فكانت هذه المسالة من ضمن اهتمامات الفكر المحمدي  فقام  بوضع قانون  لها لتقويمها   فحدد بموجبه  ان لاتتعدى الزوجات اربعة    وبضابط العدالة والعول فقط والا فواحدة 

قال :
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3

في الوقت اللتي كانت المرأة تكون من ضمن التركة جاء الفكر المحمدي  ليس ليحررها من هذا الوضع فحسب بل  ليجعلها من ضمن الوارثين  .
قال :
{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }النساء7
قد يقول القائل ان المرأة ترث النصف لان حصتها من التركة هي نصف حصة الرجل 
فهذابعد التحقيق  يتبين ان حصتها اكثر من حصة الرجل  ذلك لان الشرع اوجب انفاق الرجل على المراة  ولم يوجب  انفاق المرأة على الرجل  فبالنتيجة  ان المرأة  تاخذ حصتها  كاملة وتشارك الرجل حصته .

وحذر الفكر المحمدي من الاعتداء على المرأة  واستخدام القوة والقسوة   واجبارها على التنازل عن حقها   او اموالها الخاصة الا ذا كانت المسالة مسالة عقوبة الخيانة فقط  لاغير ونبه الى حسن العشرة  والمعاشرة حتى لو لم تكن لها حبا  
قال :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19

ولان الزواج يجعل المراة تابعة للرجل  ويجعل  القيومية عليها للرجل  وواجب ابداء الاحترام  له  فقد كرم  الفكر المحمدي  بعض النساء   ولم يجعل  للرجال عليهن  ذلك 
بل ربما نجد الرجال يخضعون لهن    لمكانتهن  .
فقال :
{وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً }النساء22
لانها كانت زوجة ابيك  فانها محرمة عليك  في ان تكون زوجة لك  ذلك تعزيزا  لاحترامها   لمكانتها من ابيك في يوم من الايام 
وقال :
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{23}
قد نجد الانسان من طبعة  ان لايحب مقاربة  خواصة من النساء كالام والاخت والبنت والخالة والعمة .....الخ  لكن ان تصل الرحمة في لافكر المحمدي على الرضاعة 
فهذا قمة الانسانية والرحمة 
يعني لان احدى النساء اطعمتك يوما   من لبنها   تكون  بمثابة ام لك  وليس هذا وحسب بل حتى بانتها  تكون اختك . هذا الدمج الاجتماعي في الناس لايوجد الا في الفكر المحمدي .
وطالعنا نص اخر من نصوص الفكر المحمدي  ربما يلاحظ البعض  فيه ميل على النساء  لكن  بعد اختباره   لاتجد فيه الا وضع الامور في موضعها .
هذا هو النص :

 {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34

فان الرجال قوامون على النساء  مشروطة  هي بالانفاق  وبالامور البدنية  وباستطاعة  الرجل ان يعمل خارج البيت بدون ان يكون عرضه للاعتداء الجنسي .
لكن النص  يشير ان النساء وهن في البيوت  ايضا يكسبن الاحترام  باقامة الصلوات  والصلاح النفسي   لكن ربما  ان بعض النساء تريد الخروج  ولاتستطيع الاسقرار  في البيوت  فقد اعطى الرجل  ادوات التاثير عليها  وهي الموعظة  وبعد الموعظة  الابتعاد الجنسي  شيئا ما  كرادع معنوي   وبع هذا الضرب  البسيط  ثم ينتهي كل  شيئ 
اما  لاترتدع  او تنتهي   وبعد الاطاعة   اي عدوان عليها  يكون بمثابة بغي  وعدوان 
ولو لاحظت  النص يختم  بكلمة غاية بالدقة  لعرفت ان هذا الفكر   هو ابلغ فكر  بسط على الارض  ولا عجب فهو الفكر المحمدي 
فهذا النص  ينتهي  بكلمتين هما  ( عليا كبيرا ) 
بمعنى  اشارة  لكم انكم  في مرتبة دنيا  وصغرى    فلا تعتدوا 
لقد كثر الحديث والاخذ والرد حول الحجاب  للمرأة المسلمة  بدعوى ان المرأة المسلمة عفتها  في حجابها  حتى صار علامة فارقة  للعفة 
ونحن نعلم  ان الامر ليس كذلك قطعا .
ولكن في الفكر المحمدي  كان الحجاب ليس لاجل العفة  بل لامر اخر  وهو  ان تكون المرأة معرضة للاعتداء  لانها بنت فلان  او بنت رجل معروف اخر  .
كان النص الاصلي في الفكر المحمدي  :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
وقد اباح الفكر المحمدي بعدم التقيد بالحجاب اذا  كان خلعة  وارتداءة امر واحد 
فقال :
{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60

وقبل ان اترك الموضوع  اريد ان اختم  ان الفكر المحمدي  قد ساوى  بين الرجل والمرأة  حتى بالخطاب 
فقال :


1 - { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الأحزاب35

اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 

ربنا  لك الحمد والشكر  لانك  ارسلت لنا  محمد ابن عبد الله 
ربنا لك الحمد والشكر  لانك  هديتنا الى  فكر محمد ابن عبد الله 
ربنا  نسألك ان ترينا نور محمد ابن عبد الله وان تحشرنا معه 


.

الأحد، 23 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج 7

                                         

عندما  يقف المسلم وحده في الصلاة ويقول ايك نعبد واياك نستعين .                     يخاطب الله سبحانه . لايوجد تصريف لغوي في كل لغات العالم تبيح للشخص الواحد ان يتكلم  بلسان الجماعة الا اذا تم تخويلة  بذلك . لكننا امام حالة فريدة  من نوعها   ذلك ان محمدا ً الانسان  صلى الله عليه واله وسلم  امر اتباعة ان يتكلموا  بلسان الجماعة .                                                                                                               ذلك الفكر المحمدي نجده واضحا  في كل كلامه وكل افعاله  صلى الله عليه واله وسلم اقصد اشاعة روح الجماعة  والتخلص من الانانية الفردية  حتى قال  : ان الله مع الجماعة  .                     وقال :

         

    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103                             

                                فجعل العصمة بالجماعة  ونهى عن الفرقة وبين ان الفرقة والتفرقة باب من ابواب النار                                                                  

وقال :

  {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور62                                  فجعل الجماعة  مرتبة بعد الايمان بالله ورسولة .     

  فقد امر وشدد على الاجتماع  والالتقاء بين ابناء المجتمع  كافة                                                           فحبب  الالتقاء  خمسة مرات باليوم  

واوجب الالتقاء مرة واحدة  بالاسبوع                              

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9       

                                            وفرض الالتقاء  مرة واحدة بالسنة                                                                 

{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج2

لقد شدد الاسلام ( الاسلام الذي بالحقيقة  سنن محمد فقط ولا احد غيره ) لقد شدد على  الجماعة وبعث روح الجماعة                                                                              لقد ورد ذكر اسم محمد بالدستور  ( القران ) اربعة مرات  فقط  ولايوجد فيها الا اشباع  للروح الجماعية                                                                                          

آل عمران144  تجد فيها النهي عن الانقلاب على العقاب بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم   والخطاب هنا للكل                                                                      الأحزاب40  تشير الى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لاابوه له على احد من المسلمين  ونلاحظ هنا  بالابة  لم تخصص احد او مجموعة تخاطبهم  بل خاطبة الكل محمد2  توعد المؤمنين يمحمد صلى الله عليه واله وسلم  بالهناء  والسعادة  وهي ايضا تخاطب الكل                                                                                                    الفتح29  تصف المسلمين  وبما فيهم النبي محمد  صلى الله عليه واله وسلم  بصفاتهم  الحقيقية                                                                                     لااعتقد  ان ذكر اسم محمد  في هذه الايات مقرونا  بالمجموعة  جاء بشكل عفوي  ولم  يكن عن قصد وتصميم له غاياته البعيدة المدى  وهو اشاعة روح الجماعة                                              

كذلك لم نجد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم الا شديد التمسك بالجماعة  الى درجة  انه لم يكشف المنافقين ولم يفضحهم  وهم مجموعة من الناس  لهم تثقلهم وتاثيرهم على  الدولة  وعلى مستقبل الدولة  وكان استأصالهم  امر واجب  حسب رايي انا   لكن لانه هو محمد الانسان صلى الله عليه واله وسلم   فانه ينظرالى المدى البعيد  معتبرا   ان المنافقين  جيل منقرض حتما  عاجلا ام اجلا   فالاولى  المحافظة على الجماعة    .

وقد اوجب النبي صلى الله عليه واله وسلم  المؤاخاة بين المسلمين ولم  تقتصر هذه المؤاخاة على حياتهم  في الدنيا  بل حتى بعد مماتهم   فقال  : اخوانا على سرر متقابلين  . كتحبيب  للجماعة .                      

                                                                            

  اعتقد ان  اصرار الفكر المحمدي  على اشباع المجتمع بالاحساس لاهمية الجماعة  امر له  علاقة  بالفضيلة او من مولدات الفضيلة                                                        لان المجتمع يعني الرقابة  والرقابة  تقطع الرذيلة                                                              والمجتمع  يعني المدرسة  فهي تعلم جيل من جيل                                                         والمجتمع يعني الدافع المعنوي للفرد                                                              والمجتمع  يعني تشخيص بعض الامراض الاجتماعية   فهي تخفى اذا كان الشخص وحدة                                                                                                    لم  تكن نظرة الفكر المحمدي  عند حدود مجتمعه  هو فقط بل تعداها الى اهل باقي الاديان  فلم يضع   (غيتو ) على المسلمين  بل اباح لهم  الاحتكاك باهل الكتاب 

 {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة5                                                                                          

         هنا ناتي الى السؤال المهم  : هل يستحق هذا الانسان الذي اتى بفكر  نسف به الفكر الجاهلي المبني  على الفردية   الانانية سوى شخصية او قبلية    ووضع المجتمع على جادة  تسمو  ويسمو  من سار بها على اعالي المجد  . هل يستحق الاحترام والتبجيل  ام  يستحق الاساءة ؟.


الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج6

                             


محمد رسول السلام اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 

موضوعنا في هذا الجزء عن السلام 
(السلام ) اسم من اسماء الحسنى
هكذا تكلم محمد رسول السلام  قال ان ربه يسمى السلام 
 وردة كلمة السلام  في دستور الدين الا وهو ( القران )  اكثر من  40 مرة  هذا غير  
المفردات والجمل اللتي تعني السلام .
في حين لم ترد كلمة  حرب  الا اربعة مرات  ولو تاملنا كيف وردت  هذه الكلمات الاربع  لما وجدناها الا تعني غير الحرب . سوف نتعرض لها  في هذا الجزء ان شاء الله 
مع ان ورود كلمات  السلم والسلام وردت في معرض وذكر امور كثيرة  توضح  او تامر او تنهى  عن امور بينتها  الايات في محالها  لكنني اخترت عدد يسير من الايات اخترتها بشكل عشوائي 
يقول محمد رسول السلام  صلى الله عليه واله وسلم :

 (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))

 هنا  يجعل  من لم يدخل في السلم   يجعله  امرئ شيطاني . ولااستثناء لاي احد  فقد اعلن  ان يدخل المسلمين بالسلم كافة .

---------------

لقد عني محمد رسول السلام  صلى الله عليه واله وسلم بالسلام عناية فائقة   فراح يوسع دائرة المشمولين بالسلام  فاعلن  من يشملهم  السلام هذا غير  الناس اللذين تعاهد معهم على السلام ووثق ذلك بميثاق 

فاعلن  يشمل السلام  مع اصدقائهم  اي اصدقاء  الموثق معهم                                                           ويشمل السلام ناس لا  يقاتلونكم ولايقاتلون معكم  لان اعدائكم  اهلهم               ويشمل السلام  كل من اعتزلكم  ولم يقاتلكم                                                     وبهذا جعل محمد رسول السلام ان القاعدة  هي السلام وغيرها هو استثناء 

 (( إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً ))              

---------                             

وهنا كلام له  صلى الله عليه واله وسلم لو تاملنا به  لوجدناه  غاية  باللطف ومملوء رحمة .

يقول محمد رسول السلام :

(( وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))

لاحظ التصريف اللغوي  فهو يساوي  بينه وبين من عاداه اذا اراد السلام   فيقول اذا جنحوا اي مالوا الى السلم   فاجنح اي ميل انت ايضا  ولم يقول  فاقبل  لان ذلك من شانه ان يفسر  انه  في وضع  الاقوى  وهو المتصرف بهم ( وهو الحق طبعا ) وليس المشابهة   بالشخصين  والمناظرة بينهما .  لكن حين نعلم  انه هو محمد  رسول السلام   لايجب ان نتفاجأ .

---------------------

  لقد حذر محمد رسول السلام من الغيلة بل حرم الاغتيال على الاصح   ولكن التحذير هنا  هو ان الشخص في حالة الجهاد  فقط  عندما يريد ان يضرب العدو  لابد له ان يتبين  حتى تكون ضربته  في شخص  معادي فقط .

والظاهر ان التحذير هنا  من اجل امهال  المقابل  بعض الوقت لربما  يلقي سلاحة  او يهرب  او  يسلم في تلك الحالة  . لاننا امام حالة تاريخية   هي انه  قام احد المسلمين بقتل شخص في حالة الجهاد  لكن ذلك الشخص عندما  نفسه مقتولا  فعلا  قال  لااله الا الله  فحين علم محمد رسول السلام صلى الله عليه واله وسلم  لم يقبل بذلك ووبخ  ذلك الصحابي  وليس هذا وحسب  انزل هذا التحذير بالدستور ( القران )  فهو امر باقي الى يوم الدين  بان يقبل ضاهر الايمان   فقط .


(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ))

----------------------------------

لقد وردت مفردة حرب في القران اربعة مرات  فقط كما اسلفت ولكن كيف وردت          تعالوا معي لنرى معانيها 

اولا :

(( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ))

هذا النص  ليس له علاقة بالقتل والقتال بل حرب الله ا على المرابين .                               ثانيا :  

(( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )) 

هنا نجد مفردة حرب  ماهي الا عمل المفسدين  واننا مجد ان الله لايرضى بها  ويطفئها                                                                                                                  ثالثا :

(( فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))                           هنا الحرب  تعني حالة الحرب  لكن الجميل  في هذا النص  يقول محمد رسول السلام   انه سوف يستغل الحرب  ليس من اجل القضاء على الخصم بل من اجل كسب الخصم حيا  فمسالة شرد بهم من خلفهم  يعني  التكتيك بالتخويف عسى ولعل  ان يتذكرون ويهتدون ... ولاتوجد مثل هذه النفسية عند اي انسان على سطح البسيطة  في انه  يحب  ان ينجو اعداءة . لكنه محمد رسول السلام ولاعجب 

رابعا :

(( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ))                             هل اجد نفسي بحاجة للشرح هنا لكن لاضير فان الحديث هنا له طعم خاص                         لاحظ  التعبير  اولا الحرب والقتال  الى حد ماذا؟   الى حد ان  تستطيع  تاسيره  فقط   فعندما تكون لك القدرة على اسره  لم يبيح لك محمد رسول السلام قتله   ذلك لان البشر عنده سواسية  فلو اراد الله هلاكهم  لاهلكهم   بدون حرب  ولاقتال                 واما مسالة الحرب هذه فهي مسالة طارئه لمجرد الاختبار  فقط  وذلك بدليل قوله   ليبلو بعضكم  ببعض  سواءا بسواء .                                                             ولاحظ المسالة الانسانية  عند محمد رسول السلام  فهو يعطف على المعادين ولاينسى  انسانيتهم  فيقول  سوف اطلق سراحهم  بالفداء اي مقابل اموال معينه  او ربما مِنّةً  . ربما يكون  استغلالهم  بالاعمال الحربية او الزراعية او اي اشغال اخرى  امر وارد  او ربما سجنهم لفترة ما بعد زوال الخطر امر ضروري . لكن اطلاق سراحهم  هذا لم يفعله  احد غير محمد رسول السلام   صلى الله  عليه واله وسلم       ولا عجب .                                                                                               -----------------                                                                                                   ربما لايعلم  الكثيرين  او ربما لم ينتبهوا  الى ان القران يخلو من مفردة شجاعة                          ولكنه مشحون بمفردة صبر                                                                         هذا الامر مرده الى ان محمد رسول السلام  صلى الله عليه واله وسلم  لايريد ان يكون  رجل حرب  بل رجل سلام فقط                                                                       لان كلمة شجاعة  تعني  ثبات واقدام  مما يعني الدفاع والهجوم                                        وكلمة صبر تعني الثبات فقط  مما يعني  الدفاع فقط                                      

ربما  لم يلاحظ الكثيرين ايضا ان القران يخلو من مفردة غزوة  او غزو                          مطلقا   ماخلا كلمة واحدة    

وهنا نقلا لها وتفسيرها  من تفسير الجلالين وهب بطيعة الحالة لاتعني الامر بالغزو بل في  امر اخر :

1 - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ <غُزًّى> لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } آل عمران156

 التفسير  (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) أي المنافقين (وقالوا لإخوانهم) أي في شأنهم (إذا ضربوا) سافروا (في الأرض) فماتوا (أو كانوا غُزَّىً) جمع غاز ، فقتلوا (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) أي لا تقولوا كقولهم (ليجعل الله ذلك) القول في عاقبة أمرهم (حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت) فلا يمنع عن الموت قعود (والله بما تعملون) بالتاء والياء (بصير) فيجازيكم به     .......     

    وهذا هو الفرق بين الناس جميعا  ومحمد رسول السلام صلى الله عليه واله وسلم     لو راجعنا حروبه  صلى الله عليه وله وسلم لوجدناها كلها دفاعية  ولم تكن حرب واحدة  هجومية  



الخميس، 20 سبتمبر 2012

الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم - ج 5

                                


لاتوجد عند  محمد القائد صلى الله عليه واله وسلم   مايسمى الحرب الاستباقية 

ربما تكون  من حسن سياسة القائد هي وئد الفتنة في مهدها  فعند ثبوت الادلة القاطعه على  تامر المتامرون على الدولة  وعلى  رئيس الدولة ونظام الدولة فان اخذهم بالعقاب امر  وارد  فان تركهم يجر الى الفوضى والفوضى  نتيجتها خراب الوطن . لكننا امام نموذج من نماذج النظم القانونية  لامثيل له .                         لم اجد مثلها الا من تلميذ  محمد القائد وهو علي ابنه واخية بنفس الوقت   صلى الله عليهما تسليما كثيرا حيث قال : معاوية ليس ادهى مني  ولكنه امرئ يمكر ويغدر.  يريد ان السياسة اذا كانت بالدهاء  وان جاءت بالنتائج الاجابية  فلا داعي لها  .     ذلك لانهم  نماذج قيادية من طراز  متفوق  .                                                                   فلاحظ مايقول 


 (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ  ))

طبعا النجوى هنا معناها الحديث همسا بين المتامرين بالحضور الزماني والمكاني  وليس التامر عن بعد . وبماذا يتامرون ؟                                                             الاثم                                                                                                  العدوان                                                                                     العصيان على رئيس الدولة                                                                             وكل ذلك قد تم حضره  والنهي عنه                                                                        وليس هذا وحسب بل يعلنون  ويفصحون عن انفسهم  الى درجة  يغيرون التحية  المقررة فيحييون  بتحية الجاهلية                                                                     وابعد من هذا  انهم يقولون  فليفعل الله ما يشاء !! ككفر صريح                       ثم لانجد الا  : لااريد محاسبتكم  لان مصيركم سيئ جدا .                                             لايوجد مثل هذا التصرف ابدا  ضد اعداء الدولة  في اي زمان واي مكان                              السؤال : اذا لم يكن هذا القائد رجل سلام ؟ فماذا  يكون غير ذلك ؟.

---------------------------------------------------------------------------------
عندما  وصل القائد محمد صلى الله عليه وسلم الى يثرب وتنورت بنورة فسمية هذه المدينة بالمنورة  وكما معلوم  ان هذه المدينة  فيها ثلاث طبقات كبرى هم العرب  صنفين مؤمنين   بالدين الجديد وغير مؤمنين  والطبقة الثالثة هم اليهود .
فاول شيئ عمله القائد الجديد محمد صلى الله عليه واله وسلم  هو كتابة وثيقة عهد 
لم  يلغي التشكيلات المتناقضة  بل اكد تشكيلاتهم  .
هنا نص من الوثيقة قمة بالرقي المدني  :
 لليهود دينهم وللمسلمين دينهم .. مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يؤتغ إلا نفسه وأهل بيته".

لم يسلب اليهود يدنهم  ولايخرجهم من ارضهم وممتلكاتهم ولم يجبرهم على اعتناق الدين الجديد  بل اقرهم على دينهم ودنياهم .

بل نجد اكثر من هذا :                                                                                 بموجب هذه الوثيقة لابد من التناصر فيما بينهم  والنصيحة بينهما  والبر واجب       بل يتساوون  اذا اضطروا للجهاد والدفاع عن المدينة المنورة (يثرب ) لانها مدينتهم كلهم .

وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.. وإن بينهم والنصح والنصيحة والبر دون الإثم.. وأن النصر للمظلوم .
 وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.. وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب وإذا دعوا إلى الصلح يصالحونه ويلبسونه.

ومما يؤسف له ان اليهود بدل ان يكونوا هم من قادة الدين الجديد كونهم من نفس الاصل  العقائدي  اي الرجوع الى نفس الرب  بعكس  الوثنيين  .
نجد ان اليهود نقضوا العهد  .
ونقض العهد يعني الخيانة طبعا  
مهما كانت مرجعية المتعاهدين  فان نقض العهد يعني الخيانة .
ولهذا حدث  انخزال كبير بين اليهود والمسلمين كان من نتيجنة  ان خسر اليهود  بعض ممتلكاتهم   ولهذا تنازلوا  عنها  للقائد نفسه .
وهذا ما يسمى بالفيئ .
الفيئ كان خالصا للقائد لانه لايكون به تعب احد  اخر .
  ((وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
ومع انه  للقائد خاصة  نجد القائد يقرر  ان هناك طبقات من المجتمع لاننساها  وهي الطبقات المحرومة 
ذوي القربى
اليتامى 
المساكين 
ابناء السبيل 


بَهَتَ ؟؟  فعل وصفة حال !؟  ؟ بهته ؟ فاجأه بخبر جعله مدهوشا محتارا !! والبهت حالة تجعل الشخص بحالة صحية تشبه انخفاض ضغط الدم المف...